98

Bayan Sarih

البيان الصريح والبرهان الصحيح في مسألة التحسين والتقبيح

وهذه الفرقة قد شهدوا هم على أنفسهم بأن المعتزلة بين قائل بأن يحسن الشيء أو يقبح لذاته، وبين قائل: بأنه يكون ذلك لوقوعه على من كونه ظلما أو كذبا، أو إحسانا، أو شكرا أو نحو ذلك لأجل العقاب والثواب، وإن كان ذلك يقتضيها، أو يستحسن ترتيبها عليهما، أي على ذلك، ولكن ليس هو الوجه المقتضي للحسن والقبح بإقرارهم، وهو حقيقة روايتهم عن الجبائية، وأنهم يقولون بالوجوه والاعتبارات في التحسين والتقبيح، لا أجل الفوائد والثمرات.

ثم إن هذه الفائدة التي ذكروها من تلقاء أنفسهم ردوها بأنهم يمنعون لزوم حضوره.

قالوا: بل المعلوم عدمه في أكثر الناس.

Page 106