أهل الحق غير مقبول فإن الميت قد انقطع عمله وهو لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا بنص رسول الله ﷺ حيث قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" الحديث، فإذا كان قد انفطع عمله لنفسه فكيف يطلب منه أن ينفع غيره أو يشفع له هذا من أمحل المحال وأضل الضلال.
وقوله: إن الميت لا تفني روحه بل هو سميع عليم معارفه باقية وبركته باقية إلى آخره.
فالجواب: أن يقال: إن سماع الميت مقيد بحال دون حال لا في جميع حالاته كما يشير إليه قول قتادة في أهل القليب وسماع الميت خفق نعال من يدفنونه إذا ولوا عنه وحال الأموات تختلف اختلافًا عظيمًا وللأرواح بعد مفارقة هذا الجسم شأن لا يحيط بتفصيله إلا الله ومن زعم أن الاستمداد منهم جائز لا يفرق بين القريب والبعيد كما هو مشاهد ممن يدعو الأنبياء والصالحين ويستمد منهم وأفضل الخلق ﷺ قد ثبت عنه أنه يبلغ صلاة أمته مع البعد عن قبره ولا يسمعه فكيف بغيره فإذا ثبت أنه لا يسمعه من بعيد بل يبلغه فغيره أولى فكيف يعتقد في الأموات أنهم يسمعون