Al-Bayān fī ʿadd āy al-Qurʾān
البيان في عد آي القرآن
Editor
غانم قدوري الحمد
Publisher
مركز المخطوطات والتراث
Edition
الأولى
Publication Year
١٤١٤هـ- ١٩٩٤م
Publisher Location
الكويت
وَصَارَت آيَة بِهَمْزَة بعْدهَا مُدَّة وَقَالَ الْكسَائي آيية على وزن فاعلة بِكَسْر الْعين مثل آمِنَة فَلَمَّا اجْتمع المثلان وَجب الْإِدْغَام فحذفت الْيَاء الأولى فَصَارَت آيَة بياء وَاحِدَة كَالْأولِ وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ والأخفش وَالْفراء أَصْلهَا أَيَّة بياء مُشَدّدَة قبلهَا همزَة على وزن فعلة بِإِسْكَان الْعين مثل أَنه فأبدلت الْيَاء الأولى الساكنة ألفا كَرَاهَة للتشديد فَصَارَت آيَة
وَأما الفاصلة فَهِيَ الْكَلَام التَّام الْمُنْفَصِل مِمَّا بعده وَالْكَلَام التَّام قد يكون رَأس آيَة وَكَذَلِكَ الفواصل يكن رُؤُوس آي وَغَيرهَا فَكل رَأس آيَة فاصلة وَلَيْسَ كل فاصلة رَأس آيَة فالفاصلة تعم النَّوْعَيْنِ وَتجمع الضربين
وَأما الْكَلِمَة فَهِيَ كَمَا قُلْنَاهُ قبل الصُّورَة الْقَائِمَة بِجَمِيعِ مَا يخْتَلط بهَا من الشُّبُهَات وأطول الْكَلم فِي كتاب الله ﷿ مَا بلغ عشرَة أحرف نَحْو قَوْله (﴿ليَستَخْلِفنهم﴾ وأنلزمكموها) و(﴿اقترفتموها﴾) وَشبهه فَأَما قَوْله تَعَالَى (﴿فأسقيناكموه﴾) فَهُوَ عشرَة أحرف فِي الرَّسْم وَأحد عشر حرفا فِي اللَّفْظ وَلَا نَظِير لَهُ وأقصر الْكَلم مَا كَانَ على حرفين نَحْو مَا وَلَا وَلَك وَله وَمَا أشبه ذَلِك وَقد تكون الْكَلِمَة وَحدهَا آيَة تَامَّة نَحْو قَوْله تَعَالَى (﴿وَالْفَجْر﴾) و(﴿وَالضُّحَى﴾) و(﴿وَالْعصر﴾) وَكَذَلِكَ (﴿الم﴾) و(﴿المص﴾) و(﴿طه﴾) و(﴿يس﴾) و(﴿حم﴾) فِي قَول الْكُوفِيّين وَذَلِكَ فِي فواتح السُّور فَأَما فِي حشوهن فَلَا أعلم كلمة هِيَ وَحدهَا آيَة فِي ذَلِك إِلَّا قَوْله تَعَالَى فِي الرَّحْمَن (﴿مدهامتان﴾) لَا غير وَقد أَتَت كلمتان متصلتان وهما آيتان وَذَلِكَ فِي قَوْله تَعَالَى (﴿حم عسق﴾) على قَول الْكُوفِيّين لَا غير
وَقد تكون الْكَلِمَة فِي غير هَذَا الْآيَة الْكَامِلَة وَالْكَلَام الْقَائِم بِنَفسِهِ وَإِن كَانَ
1 / 126