Battalions and Expeditions around Medina and Mecca
السرايا والبعوث النبوية حول المدينة ومكة
Publisher
دار ابن الجوزي
Edition Number
الأولى-جمادى الأول-١٤١٧ هـ
Publication Year
١٩٩٦ م
Genres
وقد سلم ابن سعد من التناقض والاضطراب الذي ربما وقع فيه شيخه الواقدي، وإن كان هو مصدر معظم مروياته كما قلنا، لكننا نجد الاعتدال سمة أحكامه على الحدث التاريخي، ونجده يسوق رواياته عن جمع شيوخه بلفظ (قالوا) كثيرًا، وأحيانًا يسميهم، كما يلخص في بعض الأحيان الروايات المتعددة للحادثة ويسوقها بأسلوبه الخاص، "إن ابن سعد ليضمن نقاء عرضه، لا يقطع وصفه الرئيس أو قصته الأساسية أبدًا بالإضافات التي جمعها بنفسه، كما يفعل الواقدي، ولكنه يضع هذه المادة المضافة في نهاية القصة الأساسية في كل حالة.
وكمل ابن سعد أخبار الواقدي منهجيًّا في إحدى الخواص، وهي إجابته في كل غزوة عن الأسئلة التالية: من الذي تركه النبي ﷺ حاكما على المدينة في أثناء غيابه؟ ومن حمل اللواء؟ "١.
هذا وقد استفدت من هذا المنهج العلمي في هذا البحث معتمدًا على روايات ابن سعد في الجوانب التي اختص بها وأغفلها الآخرون خاصة الروايات المتعلقة بحملة الألوية في السرايا، وعدد الجند، والإضافات التي جمعها وذيلها نهاية كل سرية وبَعْثٍ ذَكَره.
وابن سعد هو أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع البصري، الزهري، مولى بني هاشم المشهور بكاتب الواقدي لملازمته إياه، وثقه أهل الحديث. قال ابن خلكان: كان صدوقًا ثقة. وقال ابن حجر: أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحرين، كان كثير العلم كثير الحديث والرواية وكثير الطلب وكثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه، ولكن لم تذكر له غير ثلاث كتب هي: الطبقات الكبرى، والطبقات الصغرى وكتاب أخبار النبي ﷺ توفي ابن سعد سنة ثلاث ومائتين٢.
_________
١ انظر يوسف هورفتس، المغازي الأولى ومؤلفوها (١٣٠) .
٢ انظر ابن النديم محمد أبي يعقوب، الفهرست (١١١)، وابن خلكان، وفيات الأعيان (٤/٣٥١-٣٥٢)، وابن حجر، تهذيب التهذيب (٩/١٨٢) .
1 / 38