Batl Fatif Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
المادة السادسة:
القوات البحرية والبرية التي ينظمها باشا مصر وعكا تعد شطرا من قوات السلطنة وتعتبر دائما كأنها معدة لخدمة الدولة.
المادة السابعة:
إذا لم يقبل محمد علي في مدى عشرة أيام أو عشرين يوما - كما جاء في المادة الثانية - المنح المعروضة عليه، فإن السلطان يكون حرا بسحب هذه المنح وباتباع الخطة التي توحي بها مصالحه طبقا للنصائح التي يسديها إليه حلفاؤه. ا.ه.
وبعد الاتفاق على ذلك كله أبرم الحلفاء بينهم اتفاقا آخر بتنزههم جميعا عن كل ربح أو مغنم.
وفي 14 أغسطس وصل رفعت بك مندوب السلطان إلى الإسكندرية ليبلغ محمد علي قرار السلطان والدول، فكانت أول كلمة نطق بها عند سماع البلاغ: «إن ما أخذته بالسيف لا أسلمه بغير السيف.» وفي اليوم التالي قابله قناصل الدول المتحالفة وبلغوه قرار الدول رسميا واستمهلوه عشرة أيام، فطلب منهم أن يبلغوه ذلك كتابة ففعلوا، وأبلغوه فوق ما تقدم أن فرنسا لا تستطيع مساعدته، وأن الدول مصممة على تنفيذ قرارها وإن أفضى ذلك إلى حرب أوروبية. فأجابهم: إن ما بيدي هو حقي ولا أتنازل عنه حتى آخر رمق من حياتي.
وفي 24 أغسطس - وهو آخر الموعد الذي أعطي له - عاد مندوب السلطان ومعه قناصل الدول الأربع، فأبلغوه أنه لم يبق له حق في ولاية باشاوية عكا؛ لأنه لم يقبلها في الأيام العشرة الأولى، وأن الدول لا تسمح له إلا بولاية مصر كما جاء في قرارها وعهدها. فاحتدم محمد علي غضبا وطردهم من حضرته، وقال لهم: كيف أسمح لكم بأن تقيموا في بلادي وأنتم وكلاء أعدائي؟! فانصرفوا وقد أعطوه مهلة عشرة أيام أخرى لإعطاء جوابه، فإن لم يفعل تكون الدول المتحالفة غير مسئولة عن النتائج.
وفي 9 سبتمبر وصل الأميرال ستويفورد القائد العام لقوات الحلفاء إلى بيروت، وكانت قوات الحلفاء هناك عشرين سفينة إنكليزية وثلاث سفن نمساوية وثلاث سفن عثمانية، بقيادة القبطان الإنكليزي ووكر، المعروف في تركيا باسم ياور باشا. وكانت قواتهم البرية 3300 تركي و1500 إنكليزي و100 نمساوي، وهي جميعا بقيادة الجنرال سميث.
وكانت القوات المصرية في سوريا 80 ألفا، منها 15 ألفا في سواحل بيروت وثلاثة آلاف في سواحل صيدا و5 آلاف في طرابلس وعشرة آلاف في بعلبك والخمسون ألفا في جهات حدود الأناضول وسواها من أنحاء سوريا. •••
قابل الرأي العام في مصر إنذار الدول لمحمد علي بالسخط، فازداد إقبال الشبان على التطوع بالحرس الوطني، واندفع شيوخ الدين يقبحون عمل أوروبا. وطربت إستامبول لهذا النبأ، وغضب الرأي العام الفرنساوي والنمساوي، وانشق الرأي العام الإنكليزي؛ لأن تجارهم جنوا الربح من وراء إدارة محمد علي في مصر وسوريا وبلاد العرب، ورأى فريق آخر أن العمل الذي أقدم عليه بالمرستون عمل ظالم، ولكن رجال الاستعمار كان يهولهم شبح الإمبراطورية المصرية قائمة على أقوى القواعد وأمتن الأسس الحديثة. فإدارة ثماني سنين في سوريا وأدنه ضاعفت حاصلاتها ومتاجرها أربعة أضعاف، وإدارة البلاد العربية 25 عاما وطدت الأمن وبثت روح التعمير في اليمن وسواها حتى سواحل الخليج الفارسي، وإدارة جزيرة كريد نظمت شئونها ووطدت الأمن وزادت حاصلاتها. وكان الاقتصاديون، حتى القناصل، يصيحون من كل جانب بأن إعادة هذه البلاد إلى تركيا مآله إعادتها إلى الدمار. وإذا كان هناك أخطاء في إدارة إبراهيم ومحمد علي، فهو واقع على الموظفين الذين كانت تدفعهم المطامع لارتكاب الظلم الذي جعل الثورة اللبنانية تكأة للدول الأربع المتحالفة يتكئون عليها لإنجاح مقاصدهم؛ لأن اللبنانين الذين كانوا خاضعين لأمرائهم والذين أمدوا جيش إبراهيم بقوة كبيرة، كانوا يأبون الخضوع لغير أمرائهم ودفع الضرائب لسواهم.
Unknown page