Batl Fatif Ibrahim
البطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام ١٨٣٢
Genres
وما أزال ولن أزال أترسم خطاك متخذا طريقي طريقك ومقتفيا في الباقي من حياتي أثرك إلى أن يجمعني الله بك.
وكانت في حياتك لي عظات
وأنت اليوم أوعظ منك حيا
ما نسيت قط يا أخي عندما كنت أخلو إليك في البيت أو في الطريق أو المكتب أو أي مكان آخر ما كنت تطلعني عليه مما يجول في صدرك من شتى الموضوعات والرغبات، وتحدثني عما ترتاح إليه نفسك في مختلف مناحي الحياة وما يضيمها ويزيد في متاعبها.
وإن أنس لا أنسى رغبتك في أن يكون تاريخ «البطل الفاتح إبراهيم» مجموعا في سفر واحد بعد أن كنت قد نشرته فصولا في الأهرام.
وها أنا الآن - وقد ربيتني كما ربيتني - أبر بوعدي لك بتنفيذ رغبتك، وأجمع - على قصوري - هذا التاريخ المجيد، فأجعله خير إكليل أضعه على قبرك في مثل هذا اليوم الذي شاءت العناية أن تختطفك فيه منا، ويا ليت الناموس الطبيعي كان قد لها عن تدوينه في حياتنا وفي سني العمر.
نعم ها أنا أسجل بنشر هذا التاريخ حبك لمصر وتفانيك في خدمتها، فلعلي بذلك أكون قد قمت بشيء من واجبي نحوك وواجبك نحو وطنيك: لبنان ومصر خاصة والشرق عامة.
فتقبل يا أخي داود، مع الدمع الذي أذرفه على قبرك، ما قد فعلت تنفيذا لرغبتك، وارقد بسلام يا شقيقي الحبيب.
وإلى الملتقى.
صباح 4 نوفمبر سنة 1934
Unknown page