112

Basa'ir fi al-Fitan

بصائر في الفتن

Publisher

الدار العالمية للنشر والتوزيع

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

الإسكندرية - مصر

Genres

فليت حظي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان" (١)، وفي رواية أنه: "صلَّى أربعًا، فقيل له: عِبْتَ على عثمان ثم صليت أربعًا، قال: الخلاف شر" (٢).
قال شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "سبب الاجتماع والأُلفة جمع الدين، والعمل به كله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمر به باطنًا وظاهرًا.
وسبب الفرقة: ترك حظ مما أُمر العبد به، والبغي بينهم.
ونتيجة الجماعة: رحمة الله ورضوانه، وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه.
ونتيجة الفرقة: عذاب الله ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول منهم" (٣) اهـ.
ومن أهم المظاهر التي تشد المسلمين شدَّا إلى حبل الله وصراطه المستقيم المواظبة على حضور صلاة الجماعة حتى في أحلك أوقات الفتن، باعتبار ذلك من مظاهر التعاون على البرِّ والتقوى، وهي -إن لم تستأصل الفتنة- فإنها تُحَجِّم أضرارها، وتذكر المسلمين بأخوة الإيمان، ووحدة العقيدة، واستصحاب أصل الائتلاف والتلاحم.
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ خِيَارٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان ﵁ وَهُوَ مَحْصُورٌ، فَقَالَ: "إِنَّكَ إِمَامُ عَامَّةٍ، وَنَزَلَ بِكَ مَا نَرَى،

(١) أخرجه البخاريّ في "صحيحه" (٢/ ٦٥٦ - فتح).
(٢) رواه أبو داود (٢/ ٤٩١، ٤٩٢) رقم (١٩٦٠)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (١/ ٣٦٩)، وانظر: "شرح النووي على مسلم" (٥/ ٢٠٤).
(٣) "مجموع الفتاوى" (١/ ١٧).

1 / 112