150

Baṣāʾir dhawīʾl-tamyīz fī laṭāʾif al-kitāb al-ʿazīz

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

Editor

محمد علي النجار

Publisher

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي

Publisher Location

القاهرة

تجرى مَجْرى الأَلِف والتشديدِ فى التَّعدِّى، وكان كحرف من الفعل، وكان الموضع الأَول أَوْلى بما هو الأَصل؛ ليُعلم ما يقتضيه اللفظُ، ثم قدم فيما سواها ما هو المُسْتنكر، وهو الذبح لغير الله، وتقديمُ ما هو الغرض أَولى. ولهذا جاز تقديم المفعول على الفاعل، والحال على ذى الحال، والظرف على العامل فيه؛ إِذا كان (أَكثر فى) الغرض فى الإِخبار.
قوله ﴿فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ (بالفاءِ وفى السور الثلاث بغير فاء) لأَنه لمّا قال فى الموضع الأَوّل: ﴿فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ صريحًا كان النفى فى غيره تضمينًا؛ لأَنّ قوله: ﴿غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ يدلّ على أَنه لا إِثم عليه.
قوله ﴿إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، وفى الأَنعام ﴿فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ لأَن لفظ الرب تكرر فى الأَنعام (مرات ولأَن فى الأَنعام) قولَه ﴿وَهُوَ الذي أَنشَأَ جَنَّاتٍ﴾ الآية وفيها ذكر الحُبُوب والثمار وأَتبعها بذكر الحيوان من الضأْن والمَعْز والإِبل والبقر وبها تربية الأَجسام (وكان) ذكر الرب بها أَليق.

1 / 151