فيفيان وفرانك أخوان، ولكنهما لا يعرفان ذلك.
وأخيرا وبعد هذه الارتباكات تعترف المسز وارينز بكل شيء وتبوح لابنتها بأن أباها هو القسيس.
وفي غفلة من الجميع تفر فيفيان إلى لندن حيث تعمل في أحد المكاتب بأجر شهري متواضع، وتحس أنها قد نجت بنفسها من هذا الوسط الموبوء وأنها ستستقل وتعمل وتحيى حياتها كما تحب.
ولكن ما هي العبرة التي أراد برنارد شو إبرازها؟
نجد العبرة على لسان السير كروفتس الذي يطلب يد فيفيان فتأبى عليه لأنه رجل قد سقط شرفه بالاشتراك مع أمها في إدارة «فنادق» للدعارة، فهي تقول له:
كانت أمي فقيرة قد حطمها الفقر فلم يكن أمامها سوى هذا السلوك الساقط، ولكنك أنت كنت رجلا ثريا فسلكت سلوكها كي تربح 35٪؛ ولذلك أعدك وغدا من الأوغاد، وهذا رأيي فيك.
ويرد عليها السير كروفتس رد العارف بشئون المجتمع الساخر بنفاق الناس، فيقول:
قولي ما تشائين يا آنسة؛ فإنك تسلين نفسك ولا تؤذينني، ولماذا لا أستغل أموالي بهذه الطريقة؟ فأنا أحصل على الفائدة من أموالي كما يفعل غيري، وأرجو ألا تعتقدي أني ألوث يدي بالعمل الذي تستغل فيه أموالي، وأظن أنك لن ترفضي التعرف إلى ابن عمي الدوق بلجرافيا لأنه يجمع الإيجارات من ممتلكاته التي تستعمل في أغراض غير مألوفة، ولن تقاطعي أسقف كانتر بري لأن الخمارين وغيرهم من الخطاة يسكنون في عقاراته ويؤدون له الإيجارات عنها، وهل تعرفين الجائزة السنوية، جائزة كروفتس، في كلية نيونهام؟ إن الذي وقفها على الكلية شقيقي عضو البرلمان، وهو يحصل على ربح قدره 22٪ من المصنع الذي تعمل فيه 600 فتاة ليست منهن واحدة تحصل على أجر يكفي قوتها، وكيف تعيش هؤلاء الفتيات إذا لم تكن لهن عائلات يعتمدن عليهن؟ اسألي أمك. وهل تنتظرين مني أن أولي ظهري لربح يبلغ 35٪ في حين يجمع غيري المئات والألوف كما يفعل العقلاء؟! لا، لست أبله إلى هذا الحد، وإذا كنت أنت تنوين اختيار الأصدقاء والمعارف على أساس من المبادئ الأخلاقية، فخير لك أن ترحلي عن هذه البلاد، إلا إذا كنت قد قررت الانفصال من المجتمع الراقي.
وترد فيفيان عليه وكأن ضميرها قد نخسها:
وإنك لتستطيع أن ترد علي بأني أنا نفسي لم أسأل: من أين جاءت النقود التي كنت أنفقها؟ واعتقادي أني أنا وأنت سواء في الرذيلة.
Unknown page