وأنك إذا أنت عالجت الزنجي بجرعة من العصا المطهرة،
فإنه سيعترف لك عن كل شيء يمتلكه، فإذا توقف عن إظهار ما تبقى عنده، فعليك أن تصب بعض الماء على الأرض،
وعندئذ تسمع جوابه: لم يبق شيء. (البوق: توت: توت)
وعندما تخيس الأرض، اغرز حربتك في الشق وعندئذ ثق بأنك ... (كورس: لو. لو. لولو. لوت. لوت. أو ذي لوت)
وكلمة لوت هنا تعني النهب أو الغنيمة.
ولم يكن كبلنج يعبر بهذه الكلمات عن إحساس الأديب الشاعر وإنما عن إحساس الاستعماري؛ فإنه نشأ في وسط ينتمي إلى أسرة عمل أعضاؤها في الإمبراطورية، وقد ولد هو في الهند حيث كان أبوه موظفا كبيرا، وكان ابن خالته «بولدوين» رئيس الوزارة البريطانية في العقد الثالث من هذا القرن؛ وإذن يجب أن نعد لغته لغة الساسة من حزب المحافظين الإمبراطوريين قد اتخذت صبغة الفن.
ونحن نفتري افتراء كبيرا على الشعب الإنجليزي إذا كنا نتهمه كله بهذه الإحساسات الإجرامية؛ فإن هذا الشعب الذي نبغ فيه كبلنج الإمبراطوري، قد نبغ فيه أيضا شو الاشتراكي وعشرات وعشرات من الأدباء الإنسايين، بل نزيد على هذا ونقول إن الشعب الإنجليزي يحمل جبالا من هذه الجرائم التي ارتكبها الاستعماريون والإمبراطوريون من الإنجليز الذين أذلوا العمال الإنجليز كما أذلوا شعوب المستعمرات.
وواضح من أبيات القصيدة التي نقلناها أنها تنشد جماعة؛ إذ هي تحتوي كلمات خاصة بالكورس أي المرددين، وصبيان المدارس يتعلمونها وينشدونها، ويحسون إحساساتها الوحشية في النهب والقتل، وهم ينشأون على هذه الإحساسات، ويجنون على العالم بعدوانهم واستعمارهم، وهم معذورون لأنهم يتلقون هذه المبادئ وهم صبيان لم يتم نضجهم، ولا بد أن السير إيدن في عدوانه علينا بشأن قناة السويس ودعوته إلى اغتصابها منا كان على إحساس بهذه العواطف الملعونة التي غرسها فيه كبلنج أو غيره ممن على شاكلته.
ولو كانت هذه العواطف الملعونة عامة في الشعب الإنجليزي لما ظهر حزب العمال، هذا الحزب الذي وصفت حكومته فيما بين 1945 و1950 بأنها «حكومة خيرية»
كيف نشأ حزب العمال؟
Unknown page