فتورد وجهه ولكنه قال بجرأة ناظرا صوب أمه: إني أعرف هذه العصفورة! - ماذا تريد منها؟
فقال بجرأة أكثر: أن أتزوج منها يوما ما.
فابتسمت سنية ولكن كوثر قالت: الاختيار الصحيح ما يقع في الوقت المناسب.
ولكنه تجاهل أمه وقال لجدته: افعلي شيئا يا ستي!
وفي الجمعة التالية غابت عن المناقشة المحتدمة متحينة فرصة لإعلان طلبها. كانت المناقشة تدور حول «نزهة» اليمن التي انقلبت إلى متاهة دموية متعطشة لدماء الأبطال وأموال الفقراء. قال محمد: أسمعت ما يقال عن أغنية أم كلثوم «أسيبك للزمن»؟ .. يقال إن الأصل هو «أسيبك لليمن»!
فقال سليمان بازدراء: اشمتوا كيف شئتم بدماء الأبطال!
فتساءل محمد جادا: أيرضى عاقل بذلك وعلى حدوده عدو كإسرائيل؟
قال سليمان وقد بات يحلم بوكالة وزارة الزراعة: إننا أقوى قوة ضاربة في الشرق الأوسط. - بفضل الملحدين! - نحن نأخذ منهم السلاح والعدالة ولا شأن لنا بإلحادهم.
ونفد صبر سنية فقالت بصوت جهير مخاطبة محمد: هدئ روعك وأعطني سهام لرشاد!
لم يفهم محمد مضمون الطلب لأول وهلة، ولما أدركه تناسى انفعاله وقال بسرور خفي: الله .. الله .. ما زالوا أطفالا!
Unknown page