Balaghat Gharb
بلاغة الغرب: أحسن المحاسن وغرر الدرر من قريض الغرب ونثره
Genres
الشاعر :
قد انقشع الداء وتم الشفاء، ولم يبق منه في الذاكرة إلا خيال، وحينما يدور بخلدي ذكر المواطن التي خاطرت فيها بروحي أتخيل أني أرى مكاني إنسانا غيري، وأني لست بطل القصة؛ فهيا نتجاذب أطراف الحديث باطمئنان ونتساجل بث الشكوى، فما أحلى البكاء والابتسام عند تذكار الأوصاب التي يتسنى لنا نسيانها.
الطيف :
أحنو وأعطف على قلبك المنفطر كأم حنون ساهرة بجانب ولدها المحبوب، وإني لأرتعد كالريشة في مهب الريح فوق هذا القلب الذي طالما كاتمني ما انتابه من مضض الوجد ولوعة البين، وهأنا يقظ وكنارتي مهيأة لرقيق النغم وشجية لتتبع لهجة صوتك الحزين علي أنفي عن قلبك ما علق به من الهموم والآلام.
الشاعر :
لا يعد من عمري إلا ما قضيته في العمل؛ فحبذا الوحدة وحمدا لله الذي حبب إلي الانقطاع عن العالم وانعكافي في غرفة مطالعتي هذه كمسكين بائس، ولكم أقفرت بي الدار، وافترش الغبار المقاعد، ولا أنيس لي إلا المصباح؛ فنعم هذا القصر بل كوني وعالمي الصغير ... وأنت أيها الخيال الخالد، هلم نغني فإني أحب أن أطلعك على أعماق قلبي، وسأقص عليك ما تحدثه المرأة من المصائب، وما رمتني بها إحداهن وربما لا تجهلها. قد سلبتني النهى وصرت لها كالرقيق فاقد الإدارة والقوة. بيد أني كنت أحسبني راتعا في بحبوحة الهناء والسعادة، وكنا نتمشى على كثبان الرمل الفضي على مقربة من الغدير ، وأمامنا على مرمى النظر شجر الحور الأبيض، يعبث النسيم بقامته الطويلة الهيفاء، التي كانت بمثابة دليل على الطريق الذي نؤمه، وكنت أرى في ضوء القمر هذا الجسم الجميل يتثنى بين ذراعي كماء الجداول ونحن سكوت والهوى يتكلم.
وما كنت لأفكر لأي شأو تطوح بي السعادة والهناء، ولا ريب أن نار الغضب التي اتقدت في قلوب الآلهة كانت في حاجة لقربان تأكله؛ لأنها حنقت علي واقتصت مني لكوني أردت من باب التجربة أن أكون سعيدا.
الطيف :
إن خيال التذكار الهنيء جاء طارقا ذاكرتك ليخيم في رسومه القديمة، فلم لا ترغب أن يسير سيرته الأولى، وذلك خير من جحود أيامك الحلوة الرغدة، وإن كنت قد عثر بك الجد أيها الفتى فاعمل على شاكلته وابتسم لأيام حبك الأولى.
الشاعر :
Unknown page