Balagha Casriyya Wa Lugha Carabiyya
البلاغة العصرية واللغة العربية
Genres
وميزة أخرى في اللغة الإنجليزية أنها غير جنسية، فالأشياء محايدة ليست مذكرة أو مؤنثة، أما نحن فنحتاج إلى أن نعرف «جنسية» الحرب والسلم والأرض والجبل والميناء والكبرياء والروح والبيت إلخ.
ومع هذه السهولة لا يزال المفكرون من الإنجليز يدعون إلى الزيادة في التبسيط، وقد قطعوا بعض المسافة نحو هذا الهدف؛ فأصلحوا الهجاء وألغوا الحروف الصامتة وهم بل وغيرهم من الأمم الأخرى يفكرون في جعل اللغة الإنجليزية لغة كوكبية؛ ولأجل هذه الغاية وضع الأستاذ «أوجدين» ما سماه «الإنجليزية الأساسية»
Basic English .
والأستاذ أوجدين من علماء السيكولوجية، ومن أعظم مؤلفاته كتاب «معنى المعنى» وهو في السيمائية؛ أي علم المنطق اللغوي والإيضاح عن المعاني، وهو علم جديد تجهله اللغة العربية.
ونزعة «اللغة الأساسية» تناقض النزعة العامة في لغتنا، ومن هنا قيمتها لنا؛ لأنها تنبهنا بهذا التناقض فإن الأستاذ «أوجدين» يرى أن الكلمات التي نحتاج إليها محدودة وأنه خير لنا أن نعرف نحو ألف كلمة واضحة المعنى محبوكة من أن نعرف عشرة أضعاف هذا العدد من الكلمات التي يحتمل فيها الشك والالتباس والتي تفسد التفكير وتعطل الذكاء.
ثم هو يرى أن اللغة الإنجليزية جديرة بأن تعم العالم، وقد احتال للوصول إلى هذا الهدف باختيار 946 كلمة يعتقد أنها تكفي للفهم في اللغة الإنجليزية، وهذه الكلمات هي 600 اسم و150 نعتا و18 فعلا و78 ضميرا وظرفا وحرفا، والقارئ يلاحظ قلة الأفعال ولكن أوجدين يستغني عن الأفعال باستعمال الأسماء الكثيرة مع أفعال قليلة فبدلا من أن أقول:
تعالجت من مرض أقول: عملت العلاج بالمنزل.
وقضيت ساعة بالمنزل أقول: «كنت ساعة بالمنزل.»
وسيزورني اليوم محمد أقول: «سيعمل محمد زيارة لي اليوم.»
ولما بلغت العاشرة من العمر أقول: «لما كنت في العاشرة من العمر.»
Unknown page