184

Bakaiyyat

بكائيات: ست دمعات على نفس عربية

Genres

أوديب : «هل أنا في هاديس؟ أتلفت؛ حولي أشباح وظلال، خلفي أشباح وظلال، أم أنا في طيبة؟ طيبة ذات البوابات السبع؟ لا لا إني أنكر عيني، عيني تنكر ما تبصره. هذا قبر. هذا قبر. قلبي يرتجف من الرعب» هذا يا ابنتي ما قلته لنفسي، وأنا أخطو أول خطوة على الطريق. لا بد أنني هبطت إلى العالم السفلي. لا بد أنني أخطأت الطريق. أتكون الهولى حلما أو وهما من أوهامي؟ هل أنا حقا من حل اللغز؟ من كشف قناع السر عن الإنسان، وها هو يسعى للإنسان؟ مر على ذلك اليوم الذي لا أنساه ... ساعديني يا ابنتي كي أتذكر. ساعدوني أيها الشيوخ يا من كنتم حينئذ صبية وشبابا، حاولوا أن تتذكروا.

الجوقة :

نحن نذكرك يا أوديب.

يا من أقبلت لتنقذنا من الوباء،

يا من مزقت خيوط اللغز فهوت العنكبوت.

سقطت في هاديس فابتلعتها كلبة الجحيم،

وتعالت صيحتها في آذان المنكوبين.

أوديب :

أجل أيها الشيوخ. لا بد أن صيحاتها أيقظت الأموات. والأموات بعثوا من القبور. ارتفع صوت بعد صوت، وانطلق رسول بعد رسول، وأقبلت الحشود من كل اتجاه. كالغربان الجائعة حطت من كل سماء. يتعثر جسمي في أشلاء تصدم عيني الأوراق الصفراء تجرحها الأشجار العجفاء، يمدون إلي الأيدي والأعين والأعناق. يتفحم نور في قلبي يشتعل سؤال: أنتم أبناء الإنسان؟ من يقف على قدميه ويرفع رأسه. يشمخ بجبين عال نحو الشمس. ويمد يديه إلى الأنجم، يسرج منها مصباح الأمل، يضيء ظلام الأرض. إخوتي أبنائي! ما الذي جعلكم تدبون على الأرض كالديدان والحشرات؟ أي لص خطف منكم النار التي أتاكم بها جدكم الشجاع؟ وتردون أيها الشيوخ وتقولون:

الجوقة :

Unknown page