261

وحجة ظهر فيها تغلب عبد الله بن أحمد، وامتنع عن الوصول إلى المهدي. وزيد بن علي بن يحيى بن المؤيد لما استقر بظفير حجة أمر ونهى، وأدب وتصرف في مخازين الوقف لمن شاء، وقبض من زكاة أهل الظفير ومخلافه، وتصدر فيه للمشكى. واتفق هو والقاضي مهدي ووافق غرضه، لما كان حصل مع القاضي من أهل[206/ب] الظفير من الحاصل الماضي، فحصل مع مشائخ الظفير التضرر من ذلك الأمر الصادر، ومازال عنهم من المصالح في الزمن الغابر؛ لأن مثل الأداب اليسيرة كان النظر لهم فيها في بلدهم، وما استحسنوا مخالفة المذكور بمنعهم، ثم بعد ذلك لما كثر أهل الظفير الشكوى به أرسل له المهدي من يطلعه، فطلع إلى حضرته، سكن عنده حول سنة، ثم زلجه وشرط عليه أن لا يحصل منه تعرض إلى ما لا يعنيه.

وفي هذه الأيام تفوه المهدي بأن البلاد قد تقسمت مع عيال المتوكل، والأمر كذلك، ومحمد بن المتوكل وأخوته لا يسمحون بشيء يفوت عنها، بل قد زاد لعلي بلاد تعز، وهم إذا انتقص عليهم شيء لم يسامحوه ولو أدى إلى الخلاف عليه عندهم، كما أنه مع والدهم لو نقص عليه مما وضع له المتوكل شيئا خالف عليه، فكان ذلك من عجائب الدنيا والتعارض فيما بينهما، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

[207/أ] وفي ليلة سادس عشر شهر ربيع الأول خسفت القمر طلعت خاسفة بالرأس في برج العقرب بحمرة، طمستها جميعا، ثم تعقب الحمرة سواد، فالحكمة لله، وقيل: إنها أكسفت عقب طلوعها بسرعة بنحو درجة .

Page 570