253

وفي آخر شهر الحجة خرجت قافلة من بلاد حيدان، الطريق الغربية في العمشية، وفيها طعام وغيره قدر أربعين حملا، فلما وصلت إلى حدود بلاد عذر قاصدين طريق الهجر انتهبها قبائل سفيان والعصيمات.

وفي هذه الأيام اعتذر يحيى بن حسين بن المؤيد بالله محمد بن القاسم بن محمد بن علي عن ولاية بلاد يريم، وقال: إنها ما قامت به وخدمه وأهل بيته وأصحابه، وأن فيها مقررات كثيرة، ثم لم يلبث إلا نحو أربعة أشهر ورجع إلى طلبها من المهدي، وشرط على المهدي ترك التحويلات والطوارئ من أهل المطالب، وإسقاط بعض المقررات، فساعده إلى مطلبه وأرجع ولايتها له، بعد أن كان المذكور حلف الأيمان لا تولاها، وحلف بطلاق زوجاته وإعتاق عبيده كما رواه الرواة عنه، واقتصر في هذه الولاية الثانية على خواصه. ولم يرجع العسكر الذي قد كان في الولاية الأولة جمعه، وكان يجتنب صلاة الجمعة في صنعاء، ويخرج إلى الجراف أو نحوه يتغافل عنها؛ لئلا يحضرها، ثم حضرها بعد هذه الولاية الآخرة .

Page 560