246

وفي سنة 93 يظهر الخراب، ويمزق الكتاب، والله أعلم بالصواب إلى آخر ما ذكره، فقد أفادك ذكر الإمام القاسم ظهوره وقلة المطر في هذه المائة وكثرة القحوط، وهو كذلك وبعد سبطه أي ولده، وهو إسماعيل تطول مدته، وتمكن بسطته وأسقط المؤيد وبعده خادمه، هو أحمد بن الحسن المذكور خادمه، ومناصره والقائم بدعوته وأوامره في أيامه، وهو ملك كما وصف، فبعد ذكره في الجفر، لا يمكن أن يتم لأحد معارضته أصلا، وهو ملك من الملوك أعطاه الله ذلك كما أعطى غيره قبله: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء } والله يصلح المسلمين. ويقال للسيد محمد: أما يكفيك ما قد جرى بين المهدي أحمد بن الحسن والسيد قاسم بن المؤيد من الفتنة العظيمة؟ وطول المكاتبة بينهما، والمناظرة! وإرسال الحكام لقصد جمع الكلمة! فلم يحصل بين الرجلين تسليم الآخر، حتى وقع بينهما التناحر، وكان المحكم بينهما السيف الذي جرى! ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ، ولم يكن للأقلام بينهما جدوى، وقد سكنت الأمور بعد ما جرى، فما الفائدة في رد الفتنة جذعا، أما تعتبر أيها السيد إلى ما مضى، وتقول على الدنيا العفا؟! وأن الملك لله تعالى يؤتيه من يشاء.

وحيث قد تم إعراض المذكور عنك، فذاك عده أعظم غنيمة واسكن كما سكنت في المدة السابقة [197/ب] في مدة المتوكل، إن كنت تحب تأثير المصلحة.

Page 553