231

ومحمد بن أحمد بن القاسم عاد من خمر إلى عمران بالبون، فسكن في دار له هنالك، ووصل إليه متعينات بلاد حجة وذلك جميع الدفعة، وتصرف في بلاد كحلان، واستمدت يده في المشاكي إلى بلاد عفار، وفتح عند ذلك دار الضرب، فتعب من ذلك محمد بن المتوكل، واستثقل أمره، وكتب إلى المهدي أن ضريبة عمران كثر فيها الغش وأن الأولى رفعها. وأودع محمد بن المتوكل إلى محمد بن أحمد بذلك، وأنه ينبغي إزالة ما هنالك، فلم يسعد محمد بن أحمد، وأجاب: بأن الأمر قد تغير عن الوقت الأول وقد زال الأمر وانتقل، وأن الضرايب إذا زالت كلها أزلناها، وما المخصص لنا دون غيرنا في إزالتها، ولكن ضريبة عمران لا سيما بآخرها حصل فيها غش كبير بسبب أن محمد بن أحمد يقبض من التجار الحصة التي للدولة على الضريبة قروشا ثم يتركهم يضربون على ما شاءوا فلذلك غشوها لأكثر من نصفها من النحاس.

وأحمد بن الحسن هذه المدة برحبان ما زال يتحدث بالتقدم إلى البلاد النجدية، أو إلى الجهات الحسائية والمكية والحجازية ويقول: إن في بعض الملاحم التي أظهرها الإمام القاسم في دولته وأنه يملك إلى عقبة مصر الثالث من ولده، وربما كتب إلى محمد بن المتوكل بهذه النية[187/أ] وما هو عليه من الهمة العلية، فأجمع الناس عاقلهم وجاهلهم أن التعدي عن اليمن إلى غيره، ومفاتحات بلاد السلطنة عين الخلل في عواقبه. وأن السلطان قد صار في مزيد قوة في هذا الزمان على ما كان فقد يؤدي تحريك تلك الجهات إلى تحريكه، والعزم والالتفاف إلى تخريجه.

Page 534