وعلي بن الإمام المتوكل إسماعيل بن القاسم نزل من ذمار في شهر جمادى إلى اليمن، فاستقر بإب على ضعف اليمن الذي ينبغي الفرار منه فازداد مع أهله التضرر لما قد نالهم من الحاجة والخلف في بلاده، ووصلوا إليه شكاة، وقالوا:[186/أ] المطالب متعذر جمعها لضعف البلاد وتفرق أهلها، فأمهل بعضهم إلى الثمرة، ولم يكن فيه إلا اليسير من الذرة، فلما وصلت الثمرة فرق عليهم المطالب، فسلم من معه منها شيئا وهرب الآخرون عن اليمن، فلما رأى ذلك الحال، وعاد عليه البعض في مرتفعات الأموال، طلع منه إلى ذمار بعد أن كان جرت يده في اليمن الأسفل مع خلفه، فلم يحتمله أهله ورده وهم العدم له؛ لأنه أراد طلب ما قد جرى عليه من زمن والده، فكان مع كثرة المطالب يحتمله الناس لبركة اليمن، والخير الذي لا يزال فيه في أغلب الزمن، وكان طلوعه إلى ذمار في شهر شعبان.
وكان قد مات بيفرس في جمادى الأولى منها علي بن أحمد بن الحسن بن القاسم، وقبر في حوطة النقيب علي، وزال عن صنوه محمد بن أحمد صاحب الحجرية ماكان يخشاه من صنوه، فإنه كان أنفق جميع ما عنده، وتغيرت أحوال قرية يفرس وخرب فيها ما خرب.
قال الراوي: بسبب ما كثر فيها من الفساد من أهلها، والراوي من أهل اليمن من بني الكاظمي من أهل إب قال: وكذلك اليمن الأسفل الذي وقع فيه الحطمة والموت والرحلة إنه اجتمع عليهم الجور والفساد، لعدم الغيرة منهم والقدرة على الدفع عن حرمهم وبيوتهم من عساكر الدولة، فإنهم ينزلون بيوتهم ويختلطون بحريمهم وأولادهم، ويقع ما يقع من الفساد وعدم قدرتهم، وضعفهم عن الدفع وضعف أهلهم، وترك الصلاة الواجبة لله، فلا حول ولا قوة إلا بالله[186/ب].
Page 533