عدوا له ما من صداقته بد وجعل له قطعة من بلاد الشرف يتمتع بها هو وخاصته وأتباعه وجماعته، ثم سار إلى قرن الوعر وقاسم عاد إلى جبلة ، وعرج المهدي عن طلوع شهارة لما في النفوس، وما ظهر له من حالات القاسم وأصحابه من الكمد الذي نزل بهم والبؤس، ووصل إلى قرن الوعر قبائل العصيمات مواجهين فتوثق عليهم في صلاح الطرقات، وترك التعديات، ثم سار عنه إلى الفقم طرف العمشية، فسكن به قدر نصف شهر، ثم سار إلى بركة مداعس وسط العمشية، وسكن بها بعض أيام وأكد على سفيان في الطريق، وشرطوا عليه الموافاة لهم ما يعتادونه في حفظها من الملوك السابقين، وإلا فليس عليهم درك[184/أ] فصلحت، وإن حصل على النذور بعض تخطف فيها من قبل دهمة لمن انفرد عن الرفقة. ثم تقدم يؤم جهات صعدة، فلما وصل إلى العيون وقدم وطاقه إلى رحبان اليوم الأول خرج صاحب صعدة علي بن أحمد لاقيا له ومهنيا ومرحبا، ثم تقدم إلى رحبان، وسكن فيه هو ومن معه من الجنود والأعوان، ثم دخل صعدة لمجرد الضيافة والصلاة فيها للجمعة، وكان استقراره برحبان في نصف ربيع الأول من سنة ثمان وثمانين وألف سنة.
Page 529