وبلغ أحمد بن الحسن وهو بالماجلين هذه القضية بعد أن جاء تحقيقها من السيد عبد الله بن يحيى والسيد صلاح وطلبهم للمادة، فأرسل أحمد بن الحسن في الليل عقب العشاء بغارة نافعة من همدان، وساروا في الليل إلى تلك الوديان، فلما اجتمعوا بأصحابهم[159/أ] وتحققوا خبرهم وما جرى فيهم قصدوا إلى بلد ذيبين، لمناجزتهم في الحرب في ذلك الحين، فصابحوهم بكرة يوم السبت ثاني ذلك اليوم الذي جرى فيه ما جرى بالأمس، فلما عرف بنو أسد بوصول الغارة هربوا آخر ليلهم، وكان قد أرسل إليهم أحمد بن الحسن وبذل لهم بعض شيء. وبقي إبراهيم بن حسين بمن بقي من خاصته، واحتازوا في البيوت، ولم يبرزوا إلى الخروج عنها إلى الخبوت، وشنوا على الواصلين البنادق، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة وفعلة جسيمة، وكان أكثر القتل في همدان، لما حملوا أول القوم في تلك الهضبان، يقال: إن قدرهم نحو ثلاثين أو أكثر للاختلاف في جملتهم، ثم غشيهم القوم ودخلوا البيوت، وعلوهم منها بالحتوف، وانتهبوا البلد لما حصل فيهم من الذي فيها، وقتلوا منهم نحو ثمانية وكفوا عنهم. وبقي إبراهيم بن حسين [159/ب] محتازا في دار المشهد، فلما لم يبق له طاقة في هذه الحالة خاطب بالأمان وأنه يخرج إلى شهارة، فأمنوه وسار إليها وقد جرى ما جرى فيها، وأسروا جماعة حال الحرب من أولئك الفعالة، وأتوا بهم إلى الحضرة الأحمدية المهدية، فأطلق رقابهم وعفا عنهم وساروا بلادهم.
Page 496