ووجه أحمد بن محمد بن حسين إلى الصلبة وحفظ بلاد ملحان وحفاش، فسار الجميع إلى حيث أمروا به، وكانت طريق أحمد بن محمد من الأهجر والمحويت ، والأمير عبد القادر كان وصل إلى بلاده من قبل قاسم بن المؤيد بعض أصحابه، [149/أ] فمنهم من وصل إلى مسور، ومنهم إلى بيت عذاقة ، ومنهم إلى الطويلة ، فجهز الأمير إلى مسور السيد صلاح بن يحيى بن أحمد سند في جماعة من العسكر، للسكون في مسور، وحفظه عن أحد يصل إليه، فقبضه وطرد من قد وصله، فسار الجميع إلى هنالك، وأزالوا من وصل من أولئك.
وعبد الله بن أحمد بن القاسم لما وصل من صعدة إلى شهارة بأولاد حسن بن المتوكل سكن وبايع القاسم، ويحيى بن حسين بن المؤيد وصل إلى أحمد بن الحسن إلى الغراس، وباين عمه القاسم، ولم يدخل شهارة لما خرج من صعدة، فكان حالهم كما قال الشاعر:
سارت مشرقة وسرت مغربا
شتان ما بين مشرق ومغرب
وفي هذا الشهر بالعشر الأولى منه وصل القاسم بن محمد بن أحمد بن القاسم من عند صنوه علي بن أحمد صاحب صعدة بجواب الرسالة، وأنه داخل في الجماعة، ومجيب لأحمد بن الحسن على كل حاله. فاغتاظ صاحب شهارة من ذلك، وضاق صدره، وعيل صبره، وكل جهده فيما قد عاناه من الناس، وطلبه، فلم يجبه غير أهل[149/ب] بلده ومن بقربه، بعد أن كانت طارت كتبه إلى جميع النواحي، وفيها من التخطية والخط في جانب من لم يدخل في أمره ونهيه وإجابته.
ولما كثرت الكتب إلى صنعاء والرسل خرج عليها المهدي، ومنع عن كل من وصل بها، فتقالل أمرها، وسكن كثرة ما كان يصل منها.
Page 485