بأخبار الأمم - أن تبع الأصغر (^١)، وهو تبع بن حسان بن تبع، سار إلى يثرب، فنزل في سفح جبل أحد، وذهب إلى اليهود وقتل منهم ثلثمائة وخمسين رجلا حبرا، وأراد خرابها، فقام إليه حبر من اليهود، فقال له: أيها الملك، مثلك لا يقبل على الغضب، ولا يقبل قول الزور، أمرك أعظم من أن يطير بك برق أو تصرع بك لجاج، فإنك لا تستطيع أن تخرب هذه القرية، قال: ولم؟ قال: لأنها مهاجر نبي من ولد إسماعيل ﵇ يخرج من هذه البنية - يعني البيت الحرام - فكف تبع، ومضى إلى مكة، ومعه هذا اليهودي ورجل آخر عالم من اليهود، فكسى (^٢) البيت الحرام كسوة، ونحر عنده ستة آلاف جزور، وأطعم الناس، وقال:
قد كسونا البيت الذي حرم الله … ملاء معضدا وبرودا
ولم يزل بعد ذلك يحوط المدينة الشريفة، ويعظمها (^٣).