156

Bahjat Nufus

بهجة النفوس والأسرار في تاريخ دار هجرة النبي المختار - الجزء1

Investigator

أ د محمد عبد الوهاب فضل، أستاذ تاريخ الحضارة الإسلامية - جامعة الأزهر

Publisher

دار الغرب الاسلامي

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠٢ م

Publisher Location

بيروت

Genres

قلت: والخاصية في ذلك من قوله تعالى ﴿ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا﴾ (^١). ورأيت بهذا الجبل حيوانا يسمى «الحلقوم» له ألف كراع، في مائتي رجل، ورأيته بأرض الطائف ونخلة (^٢) وبالقدس من أرض فلسطين، وأنشدت بالجبل حين غروب الشمس لمعنى رأيته في سنة أربع وخمسين وسبعمائة (^٣)، وأنا ناظر إلى البحر منه: واصفر لون محيا الشمس إذ شهدت … من قدرة الله في الأكوان كم عجب وامتد بالشط من أنوار بهجتها … والنور جسر يحاكي صفرة الذهب /قالت عائشة، ﵂: فكمنا فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر (^٤)، وهو غلام شاب لقن (^٥)، فيدلج (^٦) من عندهما بسحر، ويصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أمرا يكتادان (^٧) به إلا وعاه حتى

(^١) سورة التوبة آية (٤٠). (^٢) نخلة: واد من الحجاز بينه وبين مكة مسيرة ليلتين. انظر: ياقوت: معجم البلدان ٥/ ٢٧٧. (^٣) في الأصل «وأربعمائة» والصواب ما أثبتناه، لأن المؤلف كان يعيش في القرن الثامن الهجري. (^٤) عبد الله بن أبي بكر الصديق التيمي، شهد الطائف فرمي بسهم فدمل جرحه، ثم انتفض عليه فمات عام (١١ هـ). انظر: ابن عبد البر: الاستيعاب ٣/ ٨٧٤، ابن الأثير: أسد الغاية ٣/ ٢٩٩. (^٥) لقن: أي حسن الفهم لما يلقن. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «لقن». (^٦) فيدلج: أي يعود من غار ثور بالسحر، فالإدلاج السير بآخر الليل. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «دلج»، ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٢٣٧. (^٧) يكتادان به: أي يطلب لهما فيه المكروه. انظر: ابن منظور: اللسان مادة «كاد»، ابن حجر: فتح الباري ٧/ ٢٣٧.

1 / 159