80

وثانيهما: أن يكون المفتي عالما بذلك الشيء الذي أخطأ فيه وبأصوله فأخطأ بلسانه وهو يعلم أن لو انتبه أنه مخطئ فيه فهذا مختلف في تضمين صاحبه، والذي عليه الجمهور من الجهابذة أنه لاضمان عليه، وأما الإثم فلا نعلم أن أحدا قال به في هذا الموضع، والذي وجدناه عن علمائنا انه لا إثم عليه بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - : (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان.. الحديث((_( ) تخريجه يأتي مع مماثله في التعليق على البيت رقم (304)._)وباشارة قوله تعالى حكاية عن المؤمنين : { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } البقرة : 286 وما أحسن قول الصائغي(_( ) الشيخ سالم بن سعيد بن علي الصائغي، من علماء الإباضية بعمان عاش في القرن الثالث عشر الهجري، كان على درجة عالية من العلم والوقار وكان مهابا في زمانه قائما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من تصانيفه الأرجوزة التي قام بتنقيحها الشيخ السالمي في كتابه جوهر النظام وأرجوزته هذه تبلغ ما يقارب عشرة الآف بيت يقول عنها السالمي في تقديمه للكتابه جوهر النظام:

وبعد إن خير نظم بالغ في الفهم مبلغا نظام الصائغي

فإنه حوى بيان الشرع من واجب وجائز ومنع

وانصب في سهولة الألفاظ وطاب حفظه لدى الحفاظ ..الخ

وله كذلك "الإرشاد" لا يزال مخطوطا ترى بعض فصوله مدرجة في "قاموس الشريعة" للسعدي، وله كتاب "المضنون به على غير أهله" مخطوط وهو في أصول الدين والفقه والآداب في ثلاثة أجزاء. (تعليق الشيخ أبو اسحاق الجزائري على "جوهر النظام" 1/ بداية الكتاب "شقائق النعمان" للخصيبي 3/8)._):

وزلة العالم في فتواه مرفوعة عنه وما أولاه(_( ) البيت برمته في "جوهر النظام" (1/34 بتحقيق الشيخ ابراهيم بن سعيد العبري) وهو من أرجوزة الصائغي تراه في "قاموس الشريعة" للعلامة السعدي (2/63 التراث)._).

Page 110