"يونس الاسواري أول من تكلم بالقدر، وكان بالبصرة فأخذ عنه معبد الجهني. ذكره الكعبي في "طبقات المعتزلة" وذكر أنه كان يلقب سيبويه." ا.ه والمشهور في كتب الفرق أن اسمه: علي الإسواري كما هو واضح من تردد ذكره في كتاب "الإنتصار والرد على ابن الراوندي" للخياط المعتزلي و"مقالات الاسلاميين" لابي الحسن الأشعري و"الفصل في الملل والأهواء والنحل" لابن حزم الأندلسي ويبعد أن يكونا شخصين وعلي الاسواري هذا معدود في الطبقة السابعة من طبقات المعتزلة التي ذكرها ابن المرتضى في "المنية والأمل" وذكر معه في هذه الطبقة الجاحظ وثمامة بن أشرس وأحمد بن أبي داود ويوسف بن عبدالله بن اسحاق الشحام [طالع "مذاهب الاسلاميين" د. عبدالرحمن بدوي (1/41 42)]._)، وبعدهم أبو حذيفة واصل بن عطاء(_( ) أبو حذيفة واصل بن عطاء البصري الغزال من موالي بني ضبة أو بني مخزوم، رأس المعتزلة ومن أئمة البلغاء والمتكلمين ولد بالمدينة سنة 80ه وكان يلثغ بالراء غينا إذا تكلم ولكنه لاقتداره على اللغة وتوسعه فيها يتجنب الوقوع في لفظة فيها راء حتى قيل فيه:
ويجعل البر قمحا في تصرفه وخالف الراء حتى احتال للشعر
ولم يطق مطرا والقول يعجله فعاذ بالغيث اشفاقا من المطر
وكان مع تلك الثغة فصيحا لسنا مقتدرا على الكلام حتى أنه يخطب الخطبة فلا يورد فيها الراء أبدا. واشتهر بلقب الغزال ولم يكن غزالا بل سمي بذلك لملازمته سوق الغزل، وكان طويل العنق حتى قال عنه عمرو بن عبيد: إن من هذه عنقه لا خير عنده، فلما برع واصل وظهر فضله قال عمرو: ربما أخطأت الفراسة. جالس أبا هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية ثم لازم مجلس الحسن البصري، وكان لكثرة صمته يظن به الخرس، وقد تقدم عند التعريف بالمعتزلة بيان خطأ من قال: إن الحسن طرده وقال: اعتزلنا واصل. وأن الصواب أن تسميتهم بالمعتزلة حصلت بعد ذلك أو أنهم لقبوا أنفسم فليراجع الكلام على البيت رقم (79).
Page 272