قضا؛ خلق وحكم ثم أمر وإخبار وإفراغ وصنع وأما القدر فيرد على معان أيضا منها أنه بمعنى خلق ويمثل له بقوله تعالى: { والذي قدر فهدى } الأعلى : 3 أي خلق الإنسان فهدى الذكر الى إتيان الأنثى وهذا الوجه هو المقصود هنا قبل النقل، فالقضاء والقدر في هذا الموضع مترادفان لغة لا عرفا كما تقدم، ومنها التقدير كقوله تعالى: { وأنزلنا من السماء ماء بقدر } المؤمنون : 18 أي بتقدير، ومنها التصويركقوله تعالى: { فقدرنا فنعم القادرون } المرسلات : 23 أي المصورون، ومنها الوجود كقوله تعالى: { إلا أمرأته قدرنا انها لمن الغابرين } الحجر : 60 أي وجدناها من الهالكين وهذا التفسير إنما يصح في سورة الحجر خاصة لأنه من خطاب الملائكة عليهم السلام لخليل الرحمن عليه السلام وأما في سورة النمل فهو بمعنى [القضاء لأنه خطاب من الله عزوجل، ومنها](_( ) ساقطة من (ب). _) القضاء كالآية المشار اليها وكقوله تعالى: { فالتقى الماء على أمر قد قدر } القمر : 12 أي قضي، ومنها التضييق كقوله تعالى: { وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه } الفجر : 16 أي ضيقه، ومنها المثل كقوله تعالى: { فسالت أودية بقدرها } الرعد : 17 أي بمثلها فتلك سبعة أوجه وقد جمعتها أيضا فقلت:
معاني القدر سبع هاك نظما حواها وهي: خلق ثم يحلو
وتقدير، وتصوير، وجود، قضاء، ثم تضييق، ومثل
وفي القدر لغتان: فتح الدال وعليه بيت المتن، وسكونها وعليه البيت الأول من هذين البيتين، وثم بفتح الثاء وتشديد الميم إشارة الى المكان البعيد وإنما أتى بها مع كونه مشيرا الى القريب لتعظيم المقام وتجليله على حد قوله تعالى: { ذلك الكتاب } البقرة : 2 ، أي معنى القدر الذي هو الخلق يحلو في هذا المقام كما قدمنا، فمعنى قولنا: إن الله قدر المعصية. أي خلقها، وكذلك معنى قولنا: إن الله قضى المعصية والطاعة. أي خلقهما.
Page 265