226

(191)(وهكذا من قال كل يدخل فيها سعيد وشقي مبطل) زعمت المرجئة أن كل أحد يدخل النار سعيدا كان أو شقيا وقالوا ينجى منها السعيد ويترك فيها الشقي، وتعلقوا في ذلك بقوله تعالى: { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا } مريم : 71 و72 ولا تعلق لهم في هذه الآية لأن الخطاب فيها للمتقدم ذكرهم ورد على سبيل الإلتفات من الغيبة الى الحضور، وذلك أنه قدم ذكر المنكرين للبعث فقال: { ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا ( أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ( فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ( ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ( ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا } مريم : 66 إلى 70 فهذه الآيات كلها خطاب لمنكري البعث وكذلك آية الورود، فهي كما بيناه من أنها خطاب لهم ورد على سبيل الإلتفات ومثل هذا كثير في القرآن منها قوله تعالى في خطابه لبني اسرائيل : { وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم } الأعراف : 160 ومن وجه آخر أن الورود يتصرف فيرد بمعنى الدخول تارة كقوله تعالى: { فإنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } الأنبياء : 98 وبمعنى المشارفة للشيء أخرى كقوله تعالى: { ولما ورد ماء مدين } القصص : 23 وقول زهير:

ولما وردنا الماء زرقا جمامه وضعن عصي الحاضر المتخيم

وقول امرئ القيس:

Page 259