لكن "الجاهل من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني" ولو كان الحال كما يقول مخالفو الإباضية فارتكاب الكبائر ليس بمذموم! وكيف يكون ذلك والنبي - صلى الله عليه وسلم - سينصب نفسه للدفاع عنه يوم القيامة؟!! ويكون واسطة له مع ربه اللهم هذا بهتان عظيم، بل هذا مدخل لترويج المعاصي دون أن يشعر القائل بهذا المبدأ، وليتأمل المنصف قوله تعالى: { وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سؤا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين } (الأنعام : 55) وخلاصة الكلام أن قوله - صلى الله عليه وسلم - : »شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي« إن ثبت يحمل على الذين تابوا من كبائرهم لا على من مات مصرا!! على مقارفة حرمات الله. _) وزعم أن أهل الكبائر يخرجون من النار بشفاعة الرسول لهم، فهو كافر كفر نعمة إذا ظهر منه هذا التأويل الفاسد(_( ) وقد قال بقريب من رأي الاباضية في هذه المسألة الداعية الراحل محمد الغزالي في كتابه "عقيدة المسلم" وإليك بعض نصوصه الممتعة:
يقول ص (228): "يلغط عوام المسلمين بأحاديث واردة في شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض العصاة. وتعلق أولئك بأحاديث الشفاعة يخيل إليك أن قوانين الجزاء بطلت، وأن نيران الجحيم توشك أن تتحول بردا وسلاما على عصاة المؤمنين.
Page 247