164

_)، وكذا اليمين في قوله تعالى: { والسماوات مطويات بيمينه } الزمر : 67 ، فمعنى قوله تعالى: { والأرض جميعا قبضته يوم القيامه } أي يكون جميع الأرض ملكه يوم القيامه وكذلك هي اليوم، وانما خص بذلك يوم القيامة لإنتفاء مدعي الملك هنالك بخلافه في هذه الدنيا، فإن فيها من ادعى الملك لنفسه، وإلى هذا المعنى الإشارة في قوله تعالى: { لمن الملك اليوم } غافر : 16 ومعنى قوله تعالى: { والسماوات مطويات بيمينه } أي بقدرته(_( ) كما تأول ابن عباس - رضي الله عنه - قوله تعالى: { والسماء بنيناها بأيد } حيث أول الأيدي بالقوة. أخرج ذلك ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/472) برقم [32245] وذكر هناك تأويل اليدين بالقوة عن مجاهد برقم [32246] وعن قتادة برقم [32247] وعن ابن زيد برقم [32249] وعن سفيان برقم [32250] راجع قسم الدراسة: في قضية اثبات التأويل عند السلف.

_)، ومعنى قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى } أي استولى بمعنى ملكه(_( ) أما من فسر الإستواء بالإستقرار والجلوس كحال الآدمي فكلامه باطل وأكثر من ابتلي بهذه الآفة هم الحنابلة حتى أن ابن العربي المالكي يقول في "العواصم من القواصم" [الطبعة الكاملة دار الثقافة - قطر]ص(209): "ولقد أخبرني جماعة من أهل السنة، بمدينة السلام، أنه ورد بها الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، الصوفي، من نيسابور فعقد مجلسا للذكر، وحضر فيه كافة الخلق، وقرأ القارئ: { الرحمن على العرش استوى } . قال لي أخصهم: فرأيتهم يعني الحنابلة يقومون في أثناء المجلس ويقولون: قاعد، قاعد. بأرفع صوت، وأبعده مدى، وثار أهل السنة من أصحاب القشيري، ومن أهل الحضرة،وتثاور الفئتان، وغلبت العامة، فأحجزوهم المدرسة النظامية، وحصروهم فيها، فرموهم بالنشاب، فمات منهم قوم وركب زعيم القضاة، وبعض الدارية، فسكنوا ثورتهم، وأطفوا نورتهم ... الخ".

Page 197