192

Al-Bahja al-Tawfīqiyya li-Muḥammad Farīd Bik

البهجة التوفيقية لمحمد فريد بك

Editor

د .أحمد زكريا الشلق

Publisher

دارالكتب والوثائق القومية

Edition

الثانية

Publication Year

1426هـ /2005 م

Publisher Location

القاهرة / مصر

وكان في انتظار سموه على رصيف المحطة الكولونيل ( تييري ) أحد ياوران | الدوك ( دي مونبانسيه ) من طرف جلالة الملك لملاقاته ومرافقته أثناء إقامته في | عاصمة المملكة الفرنساوية وكانت المحطة جامعة من الداخل والخارج لجماهير | الأهالي بين نساء ورجال ، ولم يتأخر أحد من التلامذة المصريين الموجودين هناك | بل أتى الكل للتشرف بمقابلة نجل مليكهم وولي عهد حكومتهم فنزل سموه من | القطار وتبعته حاشيته والتلامذة المصريون وهنأه الكولونل ( تييري ) بسلامة | الوصول نائبا عن جلالة الملك وكافة أعضاء العائلة الملوكية ، وأخبره بأن الملك | يدعو سموه للاقامة في سراي الإليزيه بوربون فقبل سموه ذلك وشكر الملك | على ما كان منه من حسن القبول . وما ظهر من باقي حكومته من سروره | بمقابلتهم في سائر الجهات التي مر بها ، ثم ركب سموه مع حاشيته العربات | الملوكية التي أعدت لإنتظارهم وساروا توا إلى السراي بين صفوف الأهالي | وكان كلما يمر على جماعة يصرخون بقولهم فلتحى مصر فليعش إبراهيم باشا | ليحفظ الله سمو واليها ولم يزالوا على هذه الحالة حتى وصل إلى السراي وكان | المحل الذي أعد لإقامة سموه من هذه السراى القديمة العهد هو الذي أقام فيه | | الإمبراطور نابليون بعد عودته من جزيرة البه والسرير الذي أعد لنوم سموه هو | الذي كان معدا لنوم الإمبراطور .

ولقد قضى سمو إبراهيم باشا يومي 25 و 26 قبل أن يقابله الملك مقابلة | رسمية وكان سموه يطلع على مباني المدينة متخفيا ثم في يوم 27 احتفل الملك | وأولاده وزوجاتهم بمقابلته بحضور الملكة والبرنسيس اديلاييد في سراي | اللتويلري في قاعة المقابلات الإحتفالية وكان جلالة الملك متحليا بكسوة | رئيس الجيوش وكذلك نجله الدوك دي نيمور وأما البرنس دي جوانفيل فكان | لابسا ملابس فيس أميرال بحري والدوك دي مونباسيه كسوة أميرالاي طوبحى .

وكان حاضرا عند الإستقبال كل من المارشال سولت الملقب بدوك دلماسيا | ورئيس النظار والمسيو جيزو ناظر الخارجية وقبل مجيء إبراهيم باشا ببرهة حضر | إلى السراي الملوكية سفير الباب العالي المدعو سليمان باشا وكان حضوره في | الساعة الأولى بعد ظهر ذلك اليوم وعند قدومه أقبلت العربة الملوكية المقلة | لسمو الأمير إبراهيم باشا يتقدمها خياله من خيالي اسطبلات الملك ويتبعها | ثلاث عربات أخر ملوكية . وكان مع سموه الكونيل تييري المعين لمرافقته وفي | العربات الأخر سليمان باشا الفرنساوي وغيره من حاشية الأمير ، ولما وصل | سموه إلى قاعة الاستقبال قدمه سفير الباب العالي إلى جلالة الملك فصافحه | وشكره على ما لقيه نجله الدوك ( دي مونبانسيه ) من الإكرام وحسن المقابلة | أثناء سياحته في القطر المصري وقد روى أن الملك قال أثناء مقابله سليمان باشا | الفرنساوي أجدك المركيز دي سيف ؟ فقال له الباشا لا بل إن والدي كان أحد | طحاني مدينة ليون ، فرد عليه الملك بقوله أن ذلك مما يزيدك شرفا ونبلا وبعد أن | تكلم الملك قليلا مع إبراهيم باشا والحاضرين من حاشيته عاد سمو الأمير إلى | السراية بنفس الإحتفال الذي جاء به . |

Page 226