الدارقطني، ولفظ ابن خزيمة: أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله ﷺ وهو يصلي (١)، ورواه ابن حبان أيضًا ولابن حبان من حديث الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: لقد رأيتني أفرك المني من ثوب رسول الله ﷺ، وهو يصلي (٢)، ورجاله رجال الصحيح.
الحديث يدل على وقوع الغسل أو الحت أو الفرك للمني، وهل ذلك على سبيل الوجوب أو على جهة الندب؟ لم يصرح في الحديث بشيء من ذلك، واختلف العلماء في مني الآدمي، فمذهب (أ) العترة ﵈ وأبي حنيفة وأصحابه ومالك ورواية عن أحمد (٣) أنه نجس، ودليلهم على ذلك روايات الغسل وحديث عمار: "إنما تغسل ثوبك من الغائط والبول والمني والدم والقيء" (٤)، وتأخير عمر الصلاة عن أول وقتها حتى وجد الماء وغسل ثوبه من الاحتلام (٥)، وقياسا على سائر الفضلات المستقذرة من البول والغائط، لانصبابها الجميع إلى مقر، وانحلالها عن الغذاء، ولأن الأحداث الموجبة للطهارة (ب) نجسة، المني منها،
(أ) في جـ فذهب.
(ب) في ب: للطهار.
(١) ابن حبان -الإِحسان- ٢/ ٣٣١ ح ١٣٧٩.
(٢) ابن حبان -الإحسان-٢/ ٣٣٠ ح ١٣٧٧.
(٣) البحر ١/ ٩، بداية المجتهد ١/ ٨٢، الكافي ١/ ١٦٠، المغني ٢/ ٩٢ - ٩٣، الهداية ١/ ٣٥، ومشهور مذهب الإِمام أحمد أنه طاهر.
(٤) الدارقطني ١/ ١٢٧، قال: لم يروه غير ثابت بن حماد وهو ضعيف جدا وإبراهيم وثابت ضعيفان، سنن البيهقي ١/ ١٤، وقال: باطل لا أصل له وإنما رواه ثابت بن حماد عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن عمار وعلي ابن زيد غير محتج به وثابت بن حماد متهم بالوضع اهـ، ابن عدي في الكامل ٢/ ٥٢٥ - التحقيق ٦٤، والعقيلي في الضعفاء ١/ ١٧٦، وكشف الأستار ١/ ١٣١.
(٥) عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب أنه اعتمر مع عمر بن الخطاب رضي الله؛ عنه في ركب، فيهم عمرو بن العاص وأن عمرو عرس ببعض الطريق قريبا من بعض المياه، فاحتلم عمر ﵁ وقد كاد أن يصبح فلم يجد ماء في الركب، فركب حتى جاء الماء، فجعل يغسل ما رأى من الاحتلام حتى أسفر. فقال له عمرو: أصبحت وهنا ثياب فدع ثوبك، فقال له عمر: بل ألمس ما رأيت وانضح ما لم أره. شرح معاني الآثار ١/ ٥٢.