126
الباب الرابع من البديع ١ وهو رد العجز على الصدر: وهو رد أعجاز الكلام على ما تقدمها، وهذا الباب ينقسم على ثلاثة أقسام: ١- فمن هذا الباب ما يوافق آخر كلمة فيه أخر كلمة في نصفه الأول؛ مثل قول الشاعر "من الكامل": تلقى إذا ما الأمر كان عرمرمًا ... في جيش رأى لا يفل عرمرم٢ ٢- ومنه ما يوافق آخر كلمة منه أول كلمة في نصفه الأول؛ كقوله "من الطويل": سريع إلى ابن العم يشتم عرضه ... وليس إلى داعى الندى بسريع٣ ٣- ومنه ما يوافق آخر كلمة فيه بعض ما فيه؛ كقول الشاعر "من الوافر": عميد بني سليم أقصدته ... سهام الموت وهي له سهام٤ وقال الله تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ

١ قائد تركي تولى البيعة للخليفة المستعين سنة ٢٤٨هـ فأطلق يده في شئون الدولة، فأثرى ثراء عظيمًا فثارت عليه الموالي وقتلوه. ٢ هو شجاع بن القاسم، كان موضع ثقة تامش القائد، وكان تامش لا يعرف الكتابة، فكان شجاع كاتبه يتولى له أمورها، ومات مقتولًا في نكبة مولاه. ٣ عقد له أبو هلال في الصناعتين بابًا "٣٧٧-٣٨٠" تأثر فيه بابن المعتز إلى حد كبير، ويسميه ابن رشيق التصدير "٣ ج٢ العمدة ط١٩٣٤" وقد نقل فيه كثيرًا من مثل ابن المعتز المذكورة هنا. ٤ العرمرم: الجيش الكبير، والمراد أن الأمر شديد. وفل الجيش: هزمه. ٥ يروى: يلطم وجهه، واللطم: الضرب على الوجه بباطن الكف، والبيت للأقيشر الأسدي الكوفي الشاعر الأموي. ٦ عميد القوم: سيدهم. أقصد السهم: أصاب، وأقصد فلانًا طعنه فلم يخطئه، وينسب البيت للأشجع السلمي أيضًا.

1 / 140