263

Badic

البديع في علم العربية

Investigator

د. فتحي أحمد علي الدين

Publisher

جامعة أم القرى

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

Genres

فالنّفى، نحو قولك: ما جاءنى من أحد، لأنّك تقول: ما جاءنى أحد. والإثبات، كقوله تعالى: وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيدًا * (١)، وكقول الشّاعر (٢): ألم يأتيك والأنباء تنمى ... بما لاقت لبون بنى زياد لأنّك تقول: كفى الله شهيدا، وألم يأتك ما لاقت. والمضمر على ثلاثة أضرب: أحدها: ما جرى ذكره، نحو: زيد قام، أى: قام هو. والثانى: أن يدلّ الحال عليه وإن لم يذكر، كقوله تعالى: حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (٣)، يعنى الشّمس، وكُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ (٤) يعنى الأرض. والثالث: أن يكون مضمرا لا يستعمل إظهاره، ولكن يفسّر كفاعل «نعم» و«بئس» إذا لم يكن فيه الألف واللام، ولا مضافا إليهما نحو: نعم رجلا زيد، تقديره: نعم الرّجل رجلا زيد، ونحو الفاعل فى: ضربنى وضربت زيدا، عند البصرىّ (٥)، فإنّ فاعل «ضربنى» مضمر.

(١) - ٧٩، ١٦٦ / النّساء و٢٨ / الفتح. (٢) - هو قيس بن زهير العنسىّ. والبيت من شواهد سيبويه ٣/ ٣١٦، وانظر أيضا: الخصائص ١/ ٣٣٣، ٣٣٦ وابن يعيش ٨/ ٢٤ و١٠/ ١٠٤ والمغنى ١٠٨، ٣٨٧ وشرح أبياته ٢/ ٣٥٣ والهمع ١/ ١٧٩ والخزانة ٨/ ٣٦١. اللبون: ذات اللبن من الإبل والشاء. بنو زياد: هم الكملة: الربيع وعمارة وقيس وأنس، بنو زياد بن سفيان العبسىّ، وأمّهم: فاطمة بنت الخرشب الأنماريّة. (٣) - ٣٢ / ص. (٤) - ٢٦ / الرحمن. (٥) - انظر: الإنصاف ٨٣، ٩٣.

1 / 102