236

============================================================

حسنا، نقله الزركشي في "جزئهه المذكور، فقال: الذي يترجح عندي، في الجمع بين النهي عن الفرار من البلد الذي وقع به الطاعون، والنهي عن القدوم عليه - والله أعلم -، ان الإقدام عليه يعرض النفس للبلاء وما(1) لعلها لا تصير عليه، وربما كان به ضرب من الدعوى لمقام الصبر والتوكل، فمنع ذلك لاغترار النفس ودعواها ما لا تثبت عليه عند التحقيق. وأما الفرار، فقد يكون داخلا في باب التوغل في الأسباب؛ متصورا بصورة [من](4) يحاول النجاة مما قدر عليه، فيقع التكلف في القدوم كما يقع التكلف في الفرار، فأمر بترك التكلف فيهما. وقد لمح الصحابي ما ذكرته في أحد الشقين، فقال: (أفرارا من قدر الله؟)، وإلى ما قررته يشير قوله : "لا تتمنوا لقاء العدو واذا لقيتموهم قاصبرواه. فأمرهم بترك التمني؛ لما فيه من التعرض للبلاء وخوف الاغترار بالنفس، إذ لا يؤمن(3) غدرها عند الوقوع. ثم امرهم بالصبر عند الوقوع تسليما لأمر الله تعالى.

ورأيت فيما شرحه الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة من البخاري، ما ملخصه: قوله: "فلا تقدموا عليه"؛ فيه منع(4) معارضة متضمن الحكمة بالقدر؛ وهو من مادة قوله تعالى: { وكا تلقوا بأيديكز إلى القملكة(2). وقد قال عيسى عليه الصلاة والسلام: (المولى يجرب 897ل عبده، وليس للعيد أن يجرب مولاه). وقوله: "فلا تخرجوا فرارا منه"؛ فيه إشارة إلى الوقوف مع المقدور والرضا به. وأيضا فالبلاء إذا نزل إنما يقصد به أهل البقعة، لا البقعة نفشها، فمن أراد الله تعالى (4) من فس، ظ: (1) (ما) ليست في ف.

(4) بعدها في ف: سن (4) (منع) ليست في ف.

(5) البقرة: 195.

Page 236