274

============================================================

سلطتة الصاح نجم الدين أيوب 274 فلما بلغ الملك الصالح ذلك، غشب عليهما، وأمر باخراجهما إلى دمشق، فخرجا؛ فاما كانا فى أثناء الطريق، أرسل اللك الصالح من تلطف بهما فى العود ، فاما عادا خرج إليهما السلطان إلى بلبي، وتلقاهما، وقبل يد الشيخ عز الدين بن عبد السلام ، وأعاده إلى القضاء كما كان .

ومما وقع له ، أنه تصدى لبيع أمراء الدولة ، وذكر أنه لم يتبت عنده أنهم .

أحرار، وأنهم تحت الرق، ولا يجوز لهم تصرف فى المملسكة ؛ فلما بلغ الأمراء ذلك ، حنقواعلى القاضى، فركب تائب السلطنة، وبيده سيف مساول، وجاء إلى بيت القاضى، فلما دق عليه الباب، خرج إليه ولد القاضى، فرأى نائب السلطنة واقفا على الباب، وبيده سينف مسلول، رجع إلى والده وآعامه بذلك، فقال الشيخ :

("يا ولدى ، أنا أقل من أن أقتل فى سبيل الله) .

ثم إنه خرج إليه، فلما وقع بصره على نائب الساطنة، ستط السيف من يده، وأرعدت مناصله، فيزل عن فرسه، وقبل يد الشيخ، وقال له : (ادعولى)، فقال الشيخ : "1 ما أرجع حتى أبيعكم فى السوق" ، فتال له نائب السلطنة : "ومن

يقبض ثننا إذا بعتنا"؟ قال: ( أنا)" ، قال : ((وما تسنع به "9 قال : " أصرفه فى مصالح المسلمين) فما رجع حتى بمع الامراء كلها، ونادى عليهم (138 ب) فى السوق، فوكلوا جماعة فى مشتراهم، وباعهم القاضى بأغلا الأثمان، وقيض تمنهم، وصرنه فى مصاح المسلمين؛ ثم إن القاضى عزل نفسه عقيب ذلك، فتلطف به الساطان فى عوده إلى القضاء ، فلم يواقق على ذلك .

ومما وقع له أنه أفتى بشئء ، ثم ظهر له أته أخطأ فى الذى أفتى به ، ننادى فى القاعرة : (من أفتى له ابن عبد السلام بكذا ، فلا يعمل به ، فإنه قد أخطأ فى ذلك)، 21 وفيه يقول ابن الجزار: سار عبد العزيز فى الناس سيرا لم يسرء سوى ابن عبد العزيز عمنا حكه بعدل بسيط شامل للورى ولفظ وجز 21

Page 274