90
اطمأننت قال: ما رمى بك إلى هذا القطر؟ فأخبرته، وكتمت ما لاقيت. فكشر وصاح بغلمةٍ يرعون قريبًا منه، فأقبل غلام منهم، فقال: ادع عشرقة. فما لبث أن أقبلت جويرية عجفاء كأنها وبيلة خيسفوج، حتى وقفت بين يديه. فقال: إن ابن عمك هذا خرج من بلاده يتحدى بالمماتنة، فهل عندك شيء؟ فقالت: قل أيها المتحدي - وإنها لتقلب عينيها كعيني الأرقم - فقلت: فما بسرة زرقاء في ظل صخرةٍ فقالت: ذخيرة غراء الذرى جونة النضد فقلت: نفى سيلان الريح عن متنها القذى فقالت: وذادت غصون الأيك عن متنها الوقد فقلت: سياب مجاج أخلص الدبر أريه فقالت: بصهباء صرفٍ جيب عن صفوها الزبد فتركت ما قصدت له، وملت إلى وجهة أخرى ووصفت ناقة، فضحكت وقالت: أغوصت، فقلت: إذا انشنج الحرباء في رأس عوده فقالت: وألجأ أم الحسل في مائها الصخد فقلت: أثارت بموماتين تحت حجاجها فقالت: حوانك أشباهٍ كرانية الجلد قال: فرحت وآليت ألا أماتن أحدًا ما عشت. تفسير ما في الكلام والشعر العتود: الجذع من الغنم أو فوق ذلك. والعيدانة: النخلة الطويلة، قال الشاعر: وإذا مشين مشين غير جوارب ... هز الجنوب نواعم العيدان والشوامر: التي قد شالت بأذيالها، أي رفعها. والنواء: السمان، الواحدة ناوية، قال الشاعر: ألا يا حمز للشرف النواء ... وهن معقلات بالفناء والبارح: الذي يمر ومياسره عن مياسرك، والسامح: الذي يمر وميامنه عن ميامنك، وأهل نجد يتيامنون بالسامح، ويتشاءمون بالبارح، وأهل الحجاز يخالفونهم في ذلك. وأفاويق: جمع فواق، ويمكن أن يكون جمع فيقة، وهي السكتة بين المطرتين، والسكتة بين الحلبتين، قال: حتى إذا فيقة في ضرعها اجتمعت ... جاءت لترضع شق النفس لو رضعا والضيح: اللبن الذي صب فيه ماء، وكذلك المذق، قال الراجز: فامتضحا وسقياني ضيحًا ... فقد كفيت صاحبي الميحا وانسفحت: انصبت، وبه سمي السفاح التغلبي؛ لأنه سفح ماء أصحابه وقال: لا ماء

1 / 95