92

The Marvels of the Structure in the Nature of Monarchy

بدائع السلك في طبائع الملك

Investigator

علي سامي النشار

Publisher

وزارة الإعلام

Edition Number

الأولى

Publication Year

1398 AH

Publisher Location

العراق

وانتقل إِلَى إخْوَانهمْ من الرّوم وَكَذَا البربر لما انقرض أَمر مغراوة وكتانة مِنْهُم رَجَعَ إِلَى صنهاجة مِنْهُم ثمَّ إِلَى الملثمين ثمَّ إِلَى المصامدة ثمَّ من بَقِي من شعوب زنانة مزِيد تَحْصِيل قَالَ وأصل هَذَا كُله إِنَّمَا يكون بالعصبية وهب مُتَفَاوِتَة فِي الأجيال فَإِذا انقرضت دولة فغنما تنْتَقل إِلَى من لَهُ عصبية مُشَاركَة لعصبيتهم آلتي أونس مِنْهَا الغلب لجَمِيع العصبيات وَلَا يُوجد ذَلِك إِلَّا فِي النّسَب الْقَرِيب مِنْهُم حَتَّى إِذا وَقع فِي الْعَالم تَبْدِيل كَبِير من تَحْويل مِلَّة أَو ذهَاب عمرَان فَحِينَئِذٍ يخرج عَن ذَلِك الجيل إِلَى الجيل الَّذِي كَانَ يَأْذَن الله بقيامه بذلك التبديل كَمَا وَقع لمضر حِين غلبوا على الْأُمَم وَأخذُوا المر من أَيدي أهل الْعَالم هَذَا بعد أَن كَانُوا مكبوحين عَنهُ أحقابا المسالة الْحَادِيَة عشرَة أَن الرياسة قد تحصل لأهل الْأَمْصَار بِوُجُود العصبية الْغَالِبَة وَذَلِكَ لِأَن التحامهم بالصهر يحصل بِهِ بعض مَا يحصل بِالنّسَبِ فَإِذا نزل الْهَرم بالدولة وتقلص الْملك عَن القاصية احْتَاجَ أهل أمصارها إِلَى الْقيام على أَمرهم وَرَجَعُوا إِلَى الشورى وتمييز الْعلية عَن السفلة فتطمع المشيخة لخلو الجو من السُّلْطَان القاهر إِلَى الاستبداد وينازع كل صَاحبه ويتوصلون بالإتباع من الموَالِي والشيع ويتركون للأوغاد والأوشاب فيعصو صب كل بِصَاحِبِهِ وَيتَعَيَّن الغلب لبَعْضهِم فيعطف على أكفائه بِالْقَتْلِ والتغريب حَتَّى يستبد بمصره وَيرى أَنه قد استحدث ملكا يورثه عقبه فَيحدث فِي ذَلِك الْملك الْأَصْغَر مَا يحدث فِي الْملك الْأَعْظَم ذِي الْقَبَائِل والعصبيات والزحف والممالك فينتحلون من الْجُلُوس على

1 / 124