The Marvels of the Structure in the Nature of Monarchy
بدائع السلك في طبائع الملك
Investigator
علي سامي النشار
Publisher
وزارة الإعلام
Edition Number
الأولى
Publication Year
1398 AH
Publisher Location
العراق
اجْتمع أَصْحَابه وطالبوه بالأموال وَلم يكن عِنْده مَا يرضيهم بِهِ وأشرف أمره على الانحلال واغتم لذَلِك فَبَيْنَمَا هُوَ مفكر قد اسْتلْقى على ظَهره فِي مجْلِس قد خلى فِي للفكرة وَالتَّدْبِير إِذْ رأى حَيَّة قد خرجت من مَوضِع من سقف ذَلِك الْمجْلس وَدخلت موضعا آخر مِنْهُ فخاف أَن تسْقط عَلَيْهِ فَدَعَا الفراشين وَأمرهمْ بإحضار سلم وَأَن تخرج الْحَيَّة فَلَمَّا صعدوا وَبَحَثُوا عَن الْحَيَّة وجدوا ذَلِك السّقف يُفْضِي إِلَى غرفَة بَين سقفين فعرفوه ذَلِك فَأَمرهمْ بِفَتْحِهَا ففتحت فَوجدَ فِيهَا عدَّة صناديق من المَال والمصاغات قدر خَمْسمِائَة ألف دِينَار فَجعل المَال بَين يَدَيْهِ فسر بِهِ وأنفقه فِي رِجَاله وَثَبت أمره بعد أَن كَانَ قد أشفى على الانحلال
وَمِنْهَا أَنه قطع ثيابًا وَسَأَلَ عَن خياط حاذق فوصف لَهُ الْخياط كَانَ لصَاحب الْبَلَد قبله فَأمر بإحضاره وَكَانَ أطرش فَوَقع بِبَالِهِ أَنه قد سعي بِهِ إِلَيْهِ فِي وَدِيعَة كَانَت عِنْده لصَاحبه وَأَنه طلبه لهَذَا السَّبَب فَلَمَّا خاطبه حلف أَنه لَيْسَ عِنْده إِلَّا اثْنَا عشر صندوقا لَا يدْرِي مَا فِيهَا فَعجب عماد الدولة من جَوَابه وَوجه مَعَه من حملهَا فَوجدَ فِيهَا أَمْوَالًا وثيابا فَكَانَت هَذِه الْأَشْيَاء من أقوى دَلَائِل سعادته
الْحِكَايَة الثَّانِيَة فِي أَخْبَار بعض الْمُلُوك أَن وزيره أَشَارَ عَلَيْهِ بِجمع الْأَمْوَال واقتناء الْكُنُوز وَقَالَ إِن الرِّجَال وَإِن نفروا عَنْك الْيَوْم فَمَتَى احتجتهم وَعرضت عَلَيْهِم الْأَمْوَال تساقطوا عَلَيْك قَالَ لَهُ الْملك هَل لهَذَا من شَاهد قَالَ نعم هَل يحضر السَّاعَة ذُبَاب قَالَ لَا قَالَ فَأمر باحضار جَفْنَة فِيهَا عسل فَحَضَرت فتساقط عَلَيْهَا الذُّبَاب لوَقْتهَا فَاسْتَشَارَ السُّلْطَان بعض أَصْحَابه فَنَهَاهُ عَن ذَلِك وَقَالَ لَا تغير قُلُوب الرِّجَال فَلَيْسَ فِي
1 / 202