Bacth Wa Nushur

al-Bayhaqi d. 458 AH
62

Bacth Wa Nushur

استدراكات البعث والنشور

Investigator

أبو عاصم الشوامي الأثري

Publisher

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

مِنَ البعث وغيره ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)﴾ [يس] يقول: وإلى اللهِ تُرَدُّونَ بَعد المَوتِ أحياء لتكذيبهم بالبعث؛ فَيَجْزِيَكُم بأعمالكم». (١٨) وبإسناده عن مُقَاتِل في قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ﴾ «يعني: كُفَّار مكة ﴿إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ﴾ يعني: في شَكٍّ ﴿مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ﴾ ولم تكونوا شَيئًا ﴿ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ﴾ مِثْل الدَّم ﴿ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ﴾ يعني: من المُضغة ما هي مُخَلَّقة، ومنها ما ليست هي مُخلقة وهو: السّقط من بطن أمه مُصَورًا وغير مُصَور ﴿لِنُبَيِّنَ لَكُمْ﴾ بَدءَ خَلْقِكُم في الأَرحام ﴿وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ﴾ فلا يكونُ سقطًا ﴿إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ يقول إلى خروجه من بطن أمه، لتعتبروا في البعث ولا تَشُكُّوا فيه، إن الذي بَدَأ خلقكم لَقَادِر على أن يُعِيدَكُم بعد الموت، ثم قال ﴿ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ﴾ من بطون أمهاتكم ﴿طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ﴾ إلى أربعين سنة ﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى﴾ من قَبْل، يقول: مِن قبل أن يَبلغَ أَشُدَّه ﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ﴾ من بعدِ الشَّباب والأَشُد إلى أَرْذَلِ العُمُر يعني: الهرم ﴿لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ﴾ كان يعلمه ﴿شَيْئًا﴾ فذكرَ بَدءَ الخَلق، ثم ذكر الأرضَ المَيْتَة، كيف يحييها اللهُ لتعتبروا في البعث، فإن البعثَ ليس بأشد من بدءِ الخَلق ومن الأرضِ الميتة حين يحييها من بعد موتها، فذلك قوله: ﴿وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً﴾ يعني: مَيتة مُتَهَشِّمة غَبراء لا نَبْتَ فيها ﴿فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا﴾ يعني: الأرض ﴿الْمَاءَ﴾ يعني: المطر ﴿اهْتَزَّتْ﴾ يعني: الأرض يقول: تحركت بالنبات، والخُضْرة، كقوله لِلحَيَّة: تَهْتَزُّ يعني: تَحَرَّك كأنها جَانّ لم تزل، ثم قال للأرض ﴿وَرَبَتْ﴾ يقول: أضعفت النبات ﴿وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ﴾ يعني: من كل صِنف ﴿بَهِيجٍ (٥)﴾ [الحجٍ] يعني: حسن ﴿ذَلِكَ﴾ يقول: هذا الذي ذكرَ اللهُ من صُنْعِهِ يَدُلُّ به على توحيده ﴿بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ وغيره من الآلهة باطل ﴿وَأَنَّهُ﴾ يعني: وأن اللهَ ﴿يُحْيِ الْمَوْتَى﴾

1 / 63