301

Istidrakāt al-Baʿth waʾl-Nushūr

استدراكات البعث والنشور

Editor

أبو عاصم الشوامي الأثري

Publisher

مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ

Publisher Location

الرياض - المملكة العربية السعودية

يَسْجُد (١) له مِن تِلْقَاء نَفْسِه إِلا أُذِنَ لَه بِالسُّجُود، ولا يَبْقَى مَن كَانَ يَسْجُدُ اتِّقَاءً ورِيَاءً، إلا جَعَلَ اللهُ ظَهْرَهُ طَبَقةً واحِدَة، كُلَّما أَرَاد أَن يَسْجُدَ، خَرَّ عَلى قَفَاهُ، فَيَرفَعُونَ رُؤُسَهُم، وقَد تَحَوَّل في الصُّورَة التي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّة، فيقول: أَنَا رَبُّكُم، فَيقُولُون: أَنْتَ رَبُّنا، فَيُضْرَبُ الجِسْرُ عَلى جَهَنَّم، ويقولون: اللهُم سَلِّم سَلِّم، قِيل يَا رَسولَ الله، ومَا الجِسرُ؟ قال: دَحْضٌ، مَزِلَّةٌ، عَليه خَطَاطِيفُ وكَلَالِيبُ وحَسَكٌ يَكُون بِنَجْدٍ، فيه شَوكَة يُقَالُ له السَّعْدَان، فَيَمُرُّ المُؤْمِنُ كَطَرْفِ العَيْن، وكَالْبَرق، وكَالرِّيح، وكَأَجَاوِيد الخَيْل والرِّكَاب، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، ومَكْدُوسٌ في نَارِ جَهَنَّم، حتى إذَا خَلَص المُؤمنونَ مِن النَّار، فوالذِي نَفسي بِيَدِه، مَا مِن أَحَدٍ مِنْكُم بِأَشَدَّ مُنَاشَدة للهِ في استقصاءِ الحَقِّ لَه، وقال غيره: في اسْتِيفَاءِ الحَقِّ مِن المُؤمنين للهِ يَوم القَيامة لإِخْوانِهِم الذين في النار، يقولون: يَا رَبَّنا، كانوا يُصَلُّونَ مَعَنا ويَصُومُون ويَحُجُّونَ، فيُقال لهم: أَخْرِجُوا مَن عَرَفْتُم، فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُم عَلَى النَّار، فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، قَد أَخَذَت النَّار إلى نِصْفِ سَاقَيْه، وإلى رُكْبَتَيْهِ، فَيقُول: ارْجِعُوا فَمَن وَجَدْتُم في قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَار (٢)
مِن خَيْر؛ فَأَخْرِجُوه، فَيُخرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُم يَقولون: رَبَّنا لَم نَذَر فِيهَا أَحَدًا مِمَّن أَمَرتَنا، ثُم يقول: ارجِعُوا، فَمَن وَجَدْتُم في قَلْبِه مِثقَالَ نِصْف دِينَار مِن خَير؛ فَأَخرِجُوه، فَيُخرِجُون خَلقًا كَثيرًا، ثم يقولون: رَبَّنا لَم نَذَر فِيهَا (٣) مِمَّن أَمَرتَنا، ثم يقول: ارجعوا، فَمن وَجدتم في قلبه مِثْقَال ذَرَّةٍ مِن خَير، فَأَخرِجُوه، فَيُخْرِجُون خلقًا كثيرًا، ثم يقولون: رَبَّنا لَم نَذَر فِيهَا

(١) في «م»، و«ب»، و«ش»: (يشهد)، والمثبت من «ث»، وجميع المصادر التي أخرجت الحديث.
(٢) في «ث» (ذرة) ..
(٣) زاد هنا في «ث» كلمة (أحد)، وفي «ب» (خيرا).

1 / 302