Bacth Wa Nushur
استدراكات البعث والنشور
Investigator
أبو عاصم الشوامي الأثري
Publisher
مكتبة دار الحجاز للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٦ هـ
Publisher Location
الرياض - المملكة العربية السعودية
«يَا أَيُّها النَّاسُ إِنَّها لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ عَلى وَجْهِ الأَرضِ أَعْظمَ مِن فِتنةِ الدَّجَّالِ، وإِنَّ اللهَ ﷿ لم يَبعثْ نبيًّا إِلا حَذَّر أُمَّتَه، وأَنَا آخِرُ الأنبياءِ، وأَنتُم آخِرُ الأُمَم، وهُو خَارجٌ فِيكُم لا مَحَالَة، وإِن يَخْرُجْ فِيكُم وأَنا فِيكُم؛ فَأنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسلِمٍ، وإِن يَخرُجْ بَعْدِي؛ فَكُلُّ امْرِئ حَجِيجُ نَفْسِهِ، واللهُ ﷿ خَليفَتِي عَلى كُل مُسلم، إنَّه يَخرُجُ مِن خَلَّةٍ بَين الشَّامِ والعِراقِ، فَيَعِيثُ يَمِينًا ويَعِيثُ شِمَالًا- كذا قال، لم يَقُل يَعْبَث بالباء (١)
- فَيا عِبادَ اللهِ اثْبُتُوا فِإنَّهُ يَبدأُ فَيقُول: أَنا نَبيُّ اللهِ، ولا نَبِيَّ بَعْدِي، ثُم يُثَنِّي فَيقولُ: أَنا رَبُّكُم، ولَن تَرَوا رَبَّكُم حَتَّى تَمُوتُوا، وإِنَّه أَعْوَرُ، ولَيسَ رَبُّكُم بِأَعْوَرَ، وإنَّه مَكتوبٌ بَين عَينَيه كَافِر، يَقرَؤُه كُلُّ مُؤمن، فَمَن لَقِيَه مِنكُم فَلْيَتْفُل في وَجْههِ، وإِنَّ مِن فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعهُ جَنةً ونارًا، فَنَارُهُ جَنَّة، وجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَن ابْتُلِى بِنَارِهِ فَلْيَقرَأ فَواتِحَ سُورَةِ الكَهْفِ، وليَسْتَعِن بالله؛ تَكُونُ عَليه بَردًا وسَلامًا كَمَا كَانَت عَلى إِبرَاهِيمَ ﵇، وإِنَّ مِن فِتْنَتِه أَنَّ مَعهُ شَيَاطِينَ تَمَثَّل عَلى صُورةِ الناس، فَيَأتِي الأَعْرَابِيَّ يقول: أَرَأيتَ إِن بَعثتُ لَك أَباكَ وأُمَّك، أَتَشهدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيقول: نَعم، فَيتَمثَّل لَه شَيَاطِينُهُ على صورة أبيه وأمه، فيقولانِ له: يا بُنَي اتْبَعهُ، فَإنَّه رَبُّك، وإِن مِن فِتنته أَن يُسَلَّط عَلى نَفْسٍ فَيَقْتُلهَا، ثُم يُحْيِيهَا، ولَن يَعودَ بَعد ذَلك، ولَن يَصْنَعَ ذَلك بِنَفْسٍ غَيرِهَا، يقول: انظرُوا إِلى عَبدِي هذا، فَإني أَبْعَثُهُ الآنَ، يَزعُمُ أَنَّ لَه ربًّا غَيري، فَيَبعثُهُ فَيقول له: مَنْ رَبُّك: فَيقول رَبِّي اللهُ، وأَنتَ عَدُوُّ اللهِ الدَّجَّال، وإِن مِن فِتَنته أَن يَأمرَ السَّماءَ أَن تُمْطِرَ، فَتُمطِرَ، ويأمرَ الأرضَ أَن تُنبِتَ، فَتُنبِتَ، وإِنَّ من فِتنتِه أَن يَمُرَّ باِلحَيِّ فَيُكَذِّبُونَه، فَلا تَبْقى لَهم سَائِمَةٌ إِلا هَلكَت، ويَمُرَّ بِالحَيِّ فَيُصَدِّقونَه، فَيَأَمُر السَّماءَ أَن تُمطِر فَتُمطر، ويَأمُر الأَرضَ أن تُنبتَ فَتُنبتَ،
(١) في «ث» (فيعبث يمينا ويعبث شمالا، كذا قال لم يقل يعيث بالياء) ..
1 / 152