Bacith Cala Inkar Bidac
الباعث على إنكار البدع والحوادث
Investigator
عثمان أحمد عنبر
Publisher
دار الهدى
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٣٩٨ - ١٩٧٨
Publisher Location
القاهرة
وَلَو كَانَ منعقدا لما حرمهَا ثَوَاب مَا شرعت فِيهِ من الصَّوْم وَالْفرق بَين نهي التَّنْزِيه وَنهي التَّحْرِيم ان فَاعل الْمحرم معاقب على فعله وفاعل الْمَكْرُوه غير معاقب وَهَذَا الحَدِيث دَال بطرِيق النّظر على النَّهْي عَن صَلَاة الرغائب لِأَن من اشْتِرَاط الصَّلَاة أَن توقع لَيْلَة أول جُمُعَة فِي رَجَب فَكَانَ فعلهَا دَاخِلا تَحت النَّهْي وفاعل هَذِه الْبِدْعَة من امام مَسْجِد ومفت وَغَيره لم يفرقُوا قطّ بَين من عَادَته قيام اللَّيْل فيسوعوا لَهُ ذَلِك وَبَين من لَيْسَ عَادَته ذَلِك فيمنعوه مِنْهُ بل أَكثر من يَقع فِي هَذِه الصَّلَاة الْعَوام وَمن لَا يواظب على الْفَرَائِض فضلا عَن النَّوَافِل الرَّوَاتِب فضلا عَن قيام اللَّيْل فالغالب أَن هَذِه الصَّلَاة تقع على الْوَجْه الَّذِي نهى النَّبِي ﷺ عَنهُ فَيَنْبَغِي أَن يمْنَع عَنْهَا من لَيْسَ من عَادَته قيام اللَّيْل من أَمَام وَغَيره وَأما من كَانَ من عَادَته قيام اللَّيْل وَهُوَ إِمَام مَسْجِد فَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يمْتَنع مِنْهَا لِئَلَّا يُوقع الْمَأْمُومين فِي صَلَاة نهى عَنْهَا فِي حَقهم فَيكون متسببا الى مُخَالفَة الشَّرِيعَة وَهَذَا الحَدِيث أَيْضا مِمَّا يدل على بطلَان حَدِيث أهل هَذِه الصَّلَاة أعنى صَلَاة الرغائب وَوَضعه فان النَّبِي ﷺ لَا يحث على الصَّلَاة فِي وَقت نهى عَن الصَّلَاة فِيهِ
فن قيل من حَيْثُ عَادَته قيام اللَّيْل قُلْنَا اللَّفْظ عَام وواضح ذَلِك لم يرد إِلَّا جمع الْعَوام وَلَو أَرَادَ تَخْصِيص ذَلِك بِمن عَادَته قيام اللَّيْل لم يكن لَهُ فَائِدَة إِذْ فعله غير مُتَوَقف على هَذَا الحَدِيث الْبَاطِل فَأن قيل هَذَا الحَدِيث قد تكلم فِيهِ الْحَافِظ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ فِي جملَة الْأَحَادِيث الَّتِي تكلم عَلَيْهَا فِي صَحِيح أبي الْحُسَيْن مُسلم فَقَالَ وهم فِيهِ حُسَيْن على زَائِدَة وَخَالفهُ مُعَاوِيه بن عَمْرو قَالَ فِيهِ عَن مُحَمَّد عَن بعض أَصْحَاب النَّبِي ﷺ وَقَالَ أبن سِيرِين مُرْسلا ان النَّبِي ﷺ قَالَ لأبي الدَّرْدَاء قَالَ ذَلِك أَيُّوب وَابْن عون هِشَام وَيُونُس
قلت قد أجَاب عَن هَذَا الْحَافِظ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي جملَة مَا أجَاب عَنهُ من تِلْكَ الْأَحَادِيث الَّتِي تكلم عَلَيْهَا الدَّارَقُطْنِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فَقَالَ حُسَيْن
1 / 49