119

3

على مدى ثلاثين كيلو مترا منها؛ لتدخل هناك في خليج كليوباترا

4

السائر بمائه إلى الإسكندرية، فيدخلها من جنوبها، ويخترقها حتى يصب في البحر عند ما يسمى الآن مينا البصل - يخيل إلينا أن ورقة كان لفرط تعجبه مما رأى في شبه ذهول. ما أعظم الفرق بين ما كان فيه في بلاد العرب وما هو فيه الآن. هناك صحراوات قاحلة ماحلة، وهنا مزارع ناضرة زاهرة. هناك جبال وأحقاف، وهنا سهول ومروج. هناك آبار وعيون ضئيلة أو أفلاج وخيران جافة، وهنا النيل والترع والخلجان والسواقي المترعة. هناك الخيام والمضارب، وهنا الدور والقصور. أعظم ما رأته العين هناك من الحصون بيوت منيعة لسادة اليهود والعرب مبنية من الحجر فوق الجبال حول يثرب، وأهون ما ترى العين هنا صروح عالية، وثكنات كالجبال قائمة على جبوانب الطريق هنا وهناك. حتى إذا وقعت عينه على منوف ونيقيوس والكريون، ورأى كلا منها مجموعة من الحصون الشاهقة الكبيرة الأحجار والأبواب يعمرها جند الروم مدججين بالسلاح في كل وقت استعدادا للطوارئ قال في نفسه: لا! هذه دنيا أخرى وعالم آخر غير دنياي التي كنت فيها، ولكنه كان قد سمع من باقوم ما سمع عنها أبد سبع سنوات متوالية، وعززته هرميون والحارث ولمياء فيما روي له فصدق القول ووعاه، ولذلك لم تكن دهشته لتذهله الذهول المنتظر. على أنه لما رأى بعض حصون تراجان في منوف ونيقيوس مهدمة من أثر ما فعل بها بونوسوس أمير الشرق قائد قواد فوقاس، والجيوش المصرية مجدة في إعادة بنائها - تعجب كيف استطاع هذا الرجل الجبار أن يهدمها؟ ويغلب عليها من كان في جيش هرقل الأخضر:

5

وكانت هيلانة في أثناء ذلك تروي له ما فعل بونوسوس هذا منذ سبع سنوات في مصر من القتل والهدم والتدمير انتقاما للإمبراطور المكروه فوقاس. روت له أنه قتل كل حكام أثريب وسمنود ومنوف والكريون، وكل ضباطها العظام، ونهب وسلب حتى إذا بلغ الإسكندرية واستعصى عليه دكها لمناعة أسوارها عاد يخرب ويقتل متراجعا إلى تنيس، ونشر مناسر اللصوص في كل مكان، ثم هرب إلى أنطاكية قصر إمارته، ومنها إلى القسطنطينية.

6

هناك أراد قتله أنصار القائد هرقل فرمى نفسه في البسفور وغرق

6

وأعقبوه بإمبراطوره فقتلوه وأحرقوه

Unknown page