وإذا أبصرته أبصرتنا
فبينما أنا غارق في بحار هذه الأفكار إذ انفلق عمود الصباح وقال المنادي: حي على الفلاح، فاستيقظت وعلمت أنها رؤيا منامية، وعلى العلماء التأويل وعلى الأمم التكميل.
فرغت من تسويد هذا الكتاب يوم الأحد السابع عشر من شهر رجب الأصم سنة 1328 الموافق 24 يوليو سنة 1910 الساعة التاسعة صباحا بالمنشية بجوار القلعة.
وما علمت خبر انعقاد مؤتمر الأجناس العام بإنجلترا المناسب لهذا الكتاب إلا بعد تبييضه بنحو خمسة عشر يوما في الجرائد المصرية، وكان ذلك من أعجب العجائب وأحاسن الصدف والغرائب.
ومن عجب أن المؤتمر المذكور الذي سيعرض عليه هذا الكتاب سيلتئم جمعه وينتظم عقده في أواخر شهر يوليو سنة 1911.
نغمة من موسيقى الكتاب
لعلك أيها الذكي المطلع على كتابي هذا، يشوقك أن تقف على أسباب تأليفه، فأحدثك عنها لتعجب من هذا الوجود، ولترى أن للإنسان في ظلمات الحياة الدنيا مناهج وسبلا تستبين ببصيص شعاع يأتلق من أنجم الهدى، الطالعات في ثنايا الظلمات.
كنت أجد في نفسي دائما معاني متشابهة، وآراء متقاربة، تدور في دائرة، وتسير في اتجاه مرسوم، لا تحول ولا تزول، مهما عاقت العوائق، وحالت الحوائل، وهي هذه الآيات من الكتاب العزيز:
وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم ،
وكل شيء عنده بمقدار ،
Unknown page