وقال قدرة فتوة حمدان: لو كلفتني بتأديبهم لحققت لي أمنية كبيرة وهي أن أخدمك يا معلم.
وعلا صوت تمر حنة من وراء باب الربع: ربنا على الظالم.
فصاح بها زقلط: يا تمر حنة أتحدى أي رجل من آل حمدان أن يعد الزانين بك!
فهتفت تمر حنة وإن دل آخر كلامها على أن يدا وضعت على فيها؛ لتمنعها من الاستمرار: ربنا بيننا وبينك ، آل حمدان أسياد ال...
ووجه زقلط الخطاب إلى الفتوات بصوت أراد أن يسمعه آل حمدان، قال: لا يغادر رجل من آل حمدان داره إلا ضرب.
فصاح قدرة مهددا: من ير نفسه رجلا فليخرج.
وتساءل حمودة: والنسوان يا معلم؟
فقال زقلط بحدة: زقلط يعامل الرجال لا النسوان.
وطلع النهار فلم يغادر الربوع رجل من آل حمدان. وجلس كل فتوة عند باب قهوة حيه يراقب الطريق. وجعل زقلط يمر بالحارة كل بضع ساعات فيستبق الناس إلى تحيته والتودد إليه والثناء عليه، «والله أسد بين الرجال يا فتوة حارتنا»، «عفارم عليك يا زين الرجال، يا ملبس آل حمدان الطرح»، «والحمد لله الذي أذل آل حمدان المتعجرفين بيدك القوية يا زقلط». ولم يكن يعير أحدا أدنى اهتمام.
29 - هل يرضيك هذا الظلم يا جبلاوي؟!
Unknown page