وانحشر بين دعبس وحمدان وهو يهتف بعبدون صبي القهوة: شاي من غير سكر!
فانتبه إليه الشاعر قائلا: إحم!
فابتسم علي فوانيس ودس يده في صدره فأخرج كيسا ثم فتحه واستخرج منه لفافة صغيرة رمى بها إلى الشاعر. وربت فخذ حمدان متسائلا فقال هذا: أمامنا المحكمة.
فقالت تمر حنة: خير ما نفعل.
فقال الشاعر وهو يخرج الشيء من اللفافة: فكروا في العواقب.
فقال علي فوانيس بحدة: لا هوان أحط مما نحن فيه، ولنا عدد وفير يجب حسابه، والأفندي لا يمكن أن يتجاهل أصلنا وقرابتنا إليه وإلى صاحب الوقف.
فقال الشاعر وهو ينظر إلى حمدان نظرة ذات معنى: لم تضق بنا الحلول.
فقال حمدان كأنما يجيبه: عندي فكرة جريئة!
تطلعت إليه الأبصار، فقال: أن نلجأ إلى الناظر!
فقال عبدون وهو يقدم الشاي إلى فوانيس: خطوة عزيزة وبعدها تحفر قبور.
Unknown page