Awham Caql
أوهام العقل: قراءة في «الأورجانون الجديد» لفرانسيس بيكون
Genres
الحرارة، أو علة الحرارة، وقد أصاب بيكون فيما وصل إليه في ظاهرة الحرارة، واستبق بذلك الفكرة الحديثة القائلة بأن الحرارة هي حركة جزيئية، ويعد هذا من إسهاماته (القليلة) في العلم الطبيعي.
بهذه الطريقة كان بيكون يتوقع أن يصل إلى القوانين العامة، القوانين الأدنى عمومية في البداية، ثم من عدد من هذه القوانين كان يأمل في الوصول إلى قوانين من الدرجة الثانية من العمومية وهكذا. وعلينا بإزاء القانون المقترح أن نختبره بتطبيقه في ظروف جديدة، فإذا عمل في هذه الظروف يكون مؤيدا بهذا القدر.
ثمة بعض الشواهد أو الأمثلة ذات قيمة خاصة؛ لأنها تمكننا من أن نقرر بين نظريتين كلتاهما ممكنة في ضوء الملاحظات السابقة، يطلق بيكون على هذه الأمثلة أو الشواهد «الشواهد المميزة» (أو ذات الامتياز)
prerogative instances .
16
على أن نظرية بيكون في الاستقراء كانت قائمة على الاعتقاد بأن في الكون عددا محدودا من «الطبائع البسيطة»
simple nature (كالضوء والوزن والحرارة واللون ...) هي تلك التي تكون الأشياء كلها بتجمعها وتفرقها. وكان بيكون يعتقد أن بإمكاننا كشف سر الكون كله إذا عرفنا حقيقة هذه الطبائع وكشفنا قوانينها،
17
ومن هنا كان العالم في نظره بسيطا إلى حد بعيد، وكان يؤمن بإمكان الوصول إلى مجموعة هائلة من الكشوف والاختراعات، وضمان السيطرة «الكاملة» للإنسان على الطبيعة إذا قمنا بعدد معلوم من الأبحاث الطبيعية ... وتلك - ولا شك - سذاجة مفرطة في التفكير، ولكنها تدل في الوقت ذاته على الإيمان بأن للعلم قدرة مطلقة،
18
Unknown page