206

Awaḍaḥ al-masālik ilā maʿrifat al-buldān waʾl-mamālik

أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك‏

Genres

الروم، ثم بني ورمم (1) مع الطول حتى تنصر قسطنطين وأمه هيلانة (2) وبنت قمامة على القبر الذي يزعم النصارى أن عيسى (عليه السلام) دفن فيه، وأمرت بخراب بيت المقدس، وخربت البناء الذي كان على الصخرة، وألقت على الصخرة زبالة البلد عنادا لليهود، فصار موضع الصخرة مزبلة، (وبقي كذلك حتى فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه القدس فدله على موضع الصخرة بعضهم فنظفه) (3)، وبقي حتى تولى الوليد بن عبد الملك أعاد بناء المسجد [81 ب] (على أساسه القديم، وبنى على الصخرة والقبة على ما هي عليه اليوم، وبيت المقدس) (4) مرتفع على جبال يصعد إليها من كل مكان قصد من فلسطين، وبه مسجد ليس في الإسلام أكبر منه، وبه الصخرة وهي حجر مرتفع مثل الدكة، وعلى الصخرة قبة عالية جدا، وارتفاع الصخرة من الأرض قرب القامة، وطولها وعرضها متقارب، يكون بضع عشرة ذراعا، وينزل إلى باطنه بمراقي (5) شبيهة بالسرداب إلى بيت يكون طوله بسطة في مثلها، وليس ببيت المقدس ماء جار سوى عيون لا تتسع للزرع، وهي أخصب بلاد فلسطين، ومحراب داود بها، وفي مسجد بيت المقدس لعامة الأنبياء (عليهم السلام) المعروفين لكل واحد منهم محراب معروف.

قال الحسن بن أحمد المهلبي في كتابه المسمى بالعزيزي: إن الوليد بن عبد الملك لما بنى القبة على الصخرة ببيت المقدس بنى أيضا هنالك عدة قباب وسمى كل واحدة باسم، فمنها قبة المعراج وقبة الميزان وقبة السلسلة وقبة المحشر، قال:

وإنما فعل ذلك ليعظم موضع (6) القدس في نفوس أهل الشام وينتهون به عن الحج

Page 235