139

Awail Kharif

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Genres

جلسا على جذع شجرة ساقط، وهو لا يزال ممسكا بيدها، وسألها: «ما الأمر؟ ماذا حدث؟» «لا شيء ... أنا متعبة فحسب.» «هل أنت مستعدة للمغادرة معي؟ الآن؟» ثم أضاف بنبرة حنونة منخفضة قائلا: «لن أدعك تتعبين مرة أخرى أبدا ... أبدا.»

لم تحره جوابا، لأنه بدا لها أن ما كان يجب عليها أن تخبره به سيجعل كل تصرفاتها في السابق تبدو رخيصة وبلا تفسير. غمرها شعور بالخزي، وحاولت أن تؤخر اللحظة التي يتحتم عليها فيها الحديث.

كان يقول لها: «لم أعد منذ ثلاثة أيام بسبب مشكلة في بوسطن جعلت ذلك مستحيلا. لم أنم سوى ساعة أو ساعتين في الليل. إنهم يحاولون النيل مني ... بعض الرجال الذين وثقت بهم دوما. لقد كانوا يخدعونني منذ البداية وتعين علي البقاء لمحاربتهم.»

قص عليها قصة طويلة ومعقدة عن الخيانة، وعن الأموال التي تنتقل بين الرجال الذين عرفهم ووثق فيهم دوما. كان حزينا ولكنه كان أيضا غير هياب للموقف، وتملكته رغبة في خوض المعركة حتى النهاية. عجزت عن فهم القصة؛ وفي الواقع لم تسمع حتى قدرا كبيرا منها: كل ما عرفته أنه كان يخبرها بكل شيء، ليفضي إليها بكل أحزانه ومشاكله كما لو كانت الشخص الوحيد في العالم بأسره الذي يستطيع أن يخبره بمثل هذه الأمور.

وحين انتهى من حديثه، انتظر لحظة ثم قال: «والآن، أنا على استعداد لأن ألقي هذه المسألة القذرة بأكملها وراء ظهري وأرحل ... وأقول لهم جميعا أن يذهبوا إلى الجحيم.»

أجابت بسرعة: «كلا، يجب ألا تفعل ذلك. لا يمكنك فعل ذلك. رجل مثلك يا مايكل، لا يجرؤ على فعل هذا الأمر.» وذلك لأنها كانت تعرف أنه بدون معركة ما، ستفقد الحياة معناها عنده. «لا ... أنا أعني ما أقوله. أنا على استعداد للابتعاد. أريدك أن تذهبي معي.»

قالت في نفسها: «يقول هذا ... ومع ذلك، مكث ثلاثة أيام وثلاث ليال في بوسطن ليقاتل!» لاحظت أنه لم يكن ينظر إليها، وإنما كان جالسا ورأسه بين يديه؛ كان ثمة شيء منكسر، ويكاد يكون مثيرا للشفقة، في سلوكه، وخطر ببالها أنه ربما للمرة الأولى يكتشف أن حياته كلها عبارة عن كتلة متشابكة ميئوس من فكها. قالت في نفسها: «لو لم أكن قد تعرفت عليه، ربما ما كان حدث هذا. كان سيتمكن من أن يخوض المعركة دون حتى أن يفكر في.»

جهرا قالت: «لا أستطيع يا مايكل ... لا فائدة من ذلك. لا أستطيع.»

رفع بصره سريعا، وقبل أن يتمكن حتى من الرد عليها وضعت يدها على شفتيه، قائلة: «مهلا يا مايكل، دعني أتكلم أولا. دعني أقول ما كنت أردت قوله منذ فترة طويلة جدا ... لقد فكرت ... لم أفعل شيئا سوى التفكير ليلا ونهارا على مدار الثلاثة أيام الماضية. وبلا طائل يا مايكل ... بلا طائل. بلغت الأربعين اليوم، وما الذي يمكنني أن أقدمه لك وسيعوضك عن كل ما ستخسره؟ لماذا تتخلى عن كل شيء من أجلي؟ كلا، ليس لدي ما أقدمه لك. يمكنك أن تعود وتخوض معركتك وتفوز بها. هذا أكثر ما تحبه في العالم كله ... أكثر من أي امرأة أخرى ... حتى أنا.»

حاول أن يتحدث مرة أخرى، ولكنها أسكتته. وتابعت حديثها: «أوه، أعرف أنه حقيقي ... ما أقوله. لو أنني حظيت بك نظير هذا المقابل، فلسوف تكرهني في النهاية فحسب. لا أستطيع أن أفعل ذلك يا مايكل، لأن ... لأن في النهاية، مع رجال مثلك، يأتي العمل، والحياة المهنية، في المقام الأول ... لا يمكنك أن تتحمل الاستسلام. لا يمكنك أن تتحمل الفشل ... وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح. هذا ما يجعل العالم يستمر.»

Unknown page